59

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Genre-genre

الفيء خاصًا بهؤلاء الفقراء المهاجرين لحاجتهم واضطرارهم [الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا] يبتغون رزقًا في الدنيا ورضوانًا في الآخرة. قال العلامة المنصوري: وصفوا أولًا بما يدل على استحقاقهم للفيء من الإخراج من الديار والأموال. وثانيًا: بما يوجب تفخيم شأنِهم ويؤكده، وهو أن خروجهم لم يكن للدنيا، وإنما كان نصرة للدين وطلبًا لمرضاته (١). [أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] أي: في إيمانهم وجهدهم قولًا وفعلًا، وهؤلاء سادات المهاجرين (٢). ثم امتدح الله جل علا الأنصار مبينًا فضلهم وشرفهم وكرمهم وعدم حسدهم وإيثارهم مع الحاجة فقال سبحانه [وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ] قال عمر بن الخطاب ﵁: أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم كرامتهم، وأوصية بالأنصار خيرًا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفو عن مسيئهم (٣).

(١) المنصوري: المقتطف: ٥/ ٢١٩ (٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٣٦١، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٨/ ٢٠، أبو حيان: البحر المحيط: ١٠/ ١٤٢ (٣) ابن كثير: مرجع سابق: ٤/ ٣٦١

1 / 66