Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Genre-genre
سريعًا ولا تصرُّ عليه (١).
ب: ومن أعلى أوجه الدفع والدفاع عن أم المؤمنين عائشة ﵂ من الحبيب المصطفى والنبي المجتبى ﷺ: ما وقع في حادثة الإفك، وأنه لما خاض في عرضها الخائضون، قام النبي ﷺ فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر، فقال: (يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا، وما يدخل على أهلي إلا معي) (٢).
وجاء في رواية: (أشيروا علىّ في أناس أبنوا أهلي). ومعناه: عابوا أهلي، أو اتّهموا أهلي. قال الإمام ابن الجوزي: أي رموا أهلي بالقبيح.
وقال في رواية: (في قوم يسبون أهلي)، وزاد: (ما علمت عليهم من سوء قط).
يقول الحافظ ابن حجر: ومن فوائد الحديث: استصحاب حال من اتّهم بسوء، إذا كان قبل ذلك معروفًا بالخير، إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك (٣).
ولاشك أن في قول النبي ﷺ في حق عائشة: (ما علمت عن أهلي إلا خيرًا)، أن فيه تزكية لعائشة.
(١) البنا: الفتح الرباني: ٢٢/ ١١٤
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي: باب حديث الإفك (٤١٤١)
(٣) ابن حجر: فتح الباري:٧/ ٤٩٨، ٨/ ٣٢٧ - ٣٣٧
1 / 279