Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Genre-genre
وفي هذا يقول المولى جل وعلا: ﴿يوم ندعو كل أناس بإمامهم﴾ الإسراء: (٧١)، قال بعض السلف: هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث؛ لأن إمامهم النبي ﷺ. (١)
ويقول الإمام ابن القيم: التلقي نوعان: بوساطة وبغير وساطة، وكان التلقي بلا وساطة حظ أصحاب النبي ﷺ الذين حازوا قصبات السباق، واستولوا على الأمر، فلا طمع لأحد من الأمة بعدهم في اللحاق، ولكن المبرز، من اتبع صراطهم المستقيم، واقتفى منهاجهم القويم، والمتخاذل من عدل عن طريقهم ذات اليمين وذات الشمال، فذلك المنقطع التائه في بيداء المهالك والضلال، فأي خصلة خير من لم يسبقوا إليها، وأي خطة رشد لم يستولوا عليها، تالله لقد رووا رأس الماء من عين الحياة عذبًا صافيًا زلالًا وأيدوا قواعد الإسلام (٢).
٢ - إثبات عدالتهم المطلقة، وبيان أن ما جرى بينهم ﵃ وأرضاهم من أحداث وفتن لا تسقط عدالتهم ولا تنقص مكانتهم، بل كانوا أئمة مجتهدين متأولين، فهم بين الأجر والأجرين كما نص عليه علماء وفضلاء الأمة.
ونقل الإمام النووي في شرحه صحيح الإمام مسلم كلام بعض الأئمة، فيما جرى بين الصحابة وذكر عنهم قولهم: فكلهم معذورون ﵃،
_________
(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٥٦
(٢) ابن القيم: إعلام الموقعين: ١/ ٥
1 / 23