43

الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

Penerbit

نادي المدينة المنورة الأدبي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genre-genre

ــــــ وكان لا يرى حاجة إلى فتح باب الاعتذار عن مقالاتهم الصريحة في مخالفة قواطع الإسلام، وكان يقول: «إن فتحنا باب الاعتذار عن المقالات، وسلكنا طريقة التّأويلات المستحيلات لم يبق في العالم كُفر ولا ضلال، وبَطَلَت كتب المِلَل والنِّحَل واختلاف الفِرَق» (^١). تفرقته بين غلاة المرجئة ومرجئة الفقهاء. كذلك كان الذهبي يفرق بين مرجئة الفقهاء الذين كانوا لا يرون دخول العمل في مسمى الإيمان، وإن كانوا يرون وجوب العمل وفرضيته، فهو يرى أن هذه مقولة خفيفة لا تستدعي تبديع صاحبها أو رميه بالضلالة، لكن الضلال كل الضلال في مذهب غلاة المرجئة الذين كانوا يقولون بأن المعاصي لا تضرّ المرء شيئًا ما دام مقرًا بالتوحيد!! ــــــ يقول ﵀: «الإرجاء مذهب لعدّة من جلّة العلماء، لا ينبغي التحامل على قائله» (^٢). يقصد إرجاء الفقهاء الذي أوضحنا معناه قبل قليل.

(^١) تاريخ الإسلام ٤٩/ ٢٨٦. (^٢) ميزان الاعتدال ٤/ ٩٩.

1 / 57