الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن

Mahmoud Tawfik Mohammad Saad d. Unknown
80

الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن

الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن

Genre-genre

ولم يأت ما نزل في شيءٍ من البلدين مرتبا في نسق واحد؛ لأنَّ ترتيب النزول كان باعتبار الحاجة والوقائع، ثمَّ نسخه ترتيب المصحف العثمانيّ المنقول من المصحف التي استنسخها " أبو بكر الصديق " ﵃ المنقول من الرقاع المكتوبة بين يدي سيدنا رسول الله صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ بأمره، وعلى حسب ما امر بترتيبه كما أمره الله به ﷾، حيثُ كان يقول إذا أنزلت عليه الآية: ضعوها في سورة كذا بين آية كذا والآية التي قبلها " (١) يقول في سورة " آل عمران ": " مدنية إجماعًا، هكذا قالوا، وقال " النجم النسفي" في تيسيره: مكية في قول " عكرمة" و" الحسن البصريّ " مدنية في قول عامة أهل التفسير، وقال " الجعبري" في شرح الشاطبية: مدنية إلا خمس آيات فمكية " (٢) ويقول في سورة النساء: " مدنية إجماعا، كذا قال بعضهم، وقال " الأصبهاني " إلا آية واحدة نزلت بمكة عام الفتح في " عثمان بن أبي طلحة " وهي: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَىأَهْلِهَا وَإِذَاحَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (النساء:٥٨ وقيلَ نزلت عند هجرة النبيّ ﷺ وقيل السورة مكية، ولا خلاف أنّ منها ما نزل بالمدينة والظاهر الأول فإنّ في " البخاريّ " عن "عائشة " ﵃: ما نزلت سورة " النساء " إلا وأنا عند رسول الله ﷺ، ولا خلاف أنَّ النَّبِيَّ ﷺ إنَّما بنَى بها بالمدينة " (٣) وفي هذا المنهج إشارة منه إلى أن تحقيق معرفة ذلك معين على استبصار ملامح مقصود السورة ومعانيها. - - -

(١) – مصاعد النظر:١/١٦١ – ١٦٢ (٢) – السابق:٢/٦٤ (٣) – السابق:٢/٨٨٦ - ٨٧

1 / 80