160

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Penerbit

دار الفضيلة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

الحق لم يكن هذا مما يذم في العقل والدين (^١)، والخلاصة أن أهل السنة يفصلون في المسألة إزاء مثل هذه الألفاظ، ويستفسرون عن معناها، فإن أراد مُطْلقُها نفيًا أو إثباتًا معنى باطلًا كفهم المعتزلة، إن كل شئ حلت فيه الأعراض فهو جسم، ولذا نفوا الصفات عن الله ﷿ لاعتقادهم أن الصفات أعراض، فلو اتصف الله بها - عندهم - للزم من ذلك أن يكون جسمًا والله عندهم منزه عن الجسمية (^٢). ونفاه بسبب هذا الفهم الخاطئ للجسم الكلابية والأشاعرة لأنهم يرون أنها أعراض، والعرض لا يكون إلا في جسم (^٣). فأهل السنة يردون هذا القول، وإن أراد النافي أو المثبت معني صحيحًا موافقًا للشرع قبل قوله، ولكن يوضح له المعنى الشرعي والوقوف علي ما نص عليه الله ﷿ في كتابه أو بينه رسوله ﷺ؛ لأن الأسماء والصفات توقيفية (^٤). وللأشعري في رسالته لأهل الثغر مخالفات لأهل السنة في مسألة القبيح والحسن، وبأن مصدرهم الشرع فقط (^٥). فهو نفى أن يكون للعقل دور في معرفة الحسن والقبيح

(^١) المرجع السابق ٥/ ٤٥٢، وللمزيد انظر نفس المرجع ٥/ ٣٢٤ - ٤٠٤.
(^٢) انظر شرح الطحاوية ٢٦٠ - ٢٦١.
(^٣) انظر رسالة الأشعري لأهل الثغر ٢١٨.
(^٤) انظر قول المعتزلة في شرح الأصول الخمسة ص ٢٢٦ - ٢٢٩.
(^٥) انظر رسالته لأهل الثغر ٢٤٣.

1 / 167