Al-Ibanah 'an Asbab al-I'anah 'ala Salat al-Fajr wa Qiyam al-Layl
الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل
Genre-genre
٢- جنةُ المأوى التي لا يُعلم ما أُخفي فيها مِمَّا لم ترَ عينٌ ولم تسمع أذنٌ ولم يخطر على قلبِ بشرٍ، ذلك هو النعيمُ الحقُّ الذي ينتظرُه، قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:١٥،١٦] وعن عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ –﵁ أنَّ النبيَّ ﷺ: (يا أيُّها الناسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعموا الطعامَ، وصلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن عليٍّ –﵁ قال: قال رسولُ اللهِ –ﷺ: (إنَّ في الجنةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من بطونِها وبطونَها من ظهورِها فقام أعرابيٌّ فقال: لمن هي يا رسولَ الله؟ قال: لمن أطابَ الكلامَ وأطعمَ الطَّعامَ وأدامَ الصِّيامَ وصلَّى بالليلِ والناسُ نيامٌ) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وهل أعظمُ من هذا شيءٌ..؟! أيُّ لذةٍ تحصل عليها ساعةً من الليلِ تنام فيها عن القيامِ لربِّك حين ينزلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا. أي لذةٍ هذه تستحقُّ أن تضيعَ بها لذةَ النعيمِ والخلدِ في دارِ المقامةِ. الدارُ التي من دَخَلها نَعِمَ فلم يبأس، وفَرِحَ فلم يحزن، وسَعِدَ فلم يشقَ، ورَضِيَ فلم يسخط (أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [آل عمران:١٧٠]
1 / 26