178

Al-Bayhaqi and His Position on Theology

البيهقي وموقفه من الإلهيات

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٢ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

كانوا نفاة لأنهم يثبتون الصفات ألفاظًا لاحقائق لها وراء الذات. فالصفة عندهم - كما سبق أن أوضحت - هي عين الذات، ليست زائدة عليها، وهم يعتبرون رأيهم إثباتًا لا نفي فيه، وأنه هو الذي يجب أن يقال من أجل البعد عن إشراك غير الله معه في أخص وصفه الذي هو القدم عندهم، ومن أجل البعد عن التشبيه، فهذا القول من جانبهم يعتبرونه تصحيحًا للتوحيد.
وقد قابل البيهقي ﵀ رأي المعتزلة هذا، برأيه المقابل له، والذي هو بعينه رأي الأشاعرة جميعًا - موافقين بذلك السلف، وهذا الرأي الذي ارتضاه البيهقي مقابل تمامًا لرأي المعتزلة، ويتضمن الرد عليهم.
فعند استدلاله ﵀ على ثبوت هذه الصفات عنون لذلك المنهج بقوله "باب ذكر آيات وأخبار وردت في صفات زائدات على الذات قائمات"١.
ثم سرد الأدلة التي أثبت بها الصفات، وعند تقسيمه للصفات العقلية إلى قسمين ذكر أن القسم الثاني منها "ما يدل خبر المخبر عنه ووصف الواصف له به على صفات زائدات على ذاته قائمات به، وهو كوصف الواصف له بأنه حي عالم قادر مريد سميع بصير متكلم"٢.
ومن هذا يتضح لنا أن رأي البيهقي ﵀ هو أن الصفات زائدة على الذات، على العكس من رأي المعتزلة.

١ الاعتقاد ص: ٢٥.
٢ الاعتقاد ص: ٢٢.

1 / 210