البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

Muhammad Ja'far al-Astarabadi d. 1263 AH
107

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

** أقول

الممكن إلى المؤثر ، قائلين بأن وجود السماوات بطريق البخت والاتفاق.

واختار المحققون احتياجه إليه (2)، وذهب إليه المصنف رحمه الله كما ذكرنا.

ومراده أن كل عاقل إذا تصور الممكن والاحتياج إلى المؤثر ، حكم بنسبة أحدهما إلى الآخر حكما ضروريا لا يحتاج معه إلى برهان.

وخفاء هذا التصديق عند بعض العقلاء لا يقدح في ضروريته ؛ لأن الخفاء في الحكم يستند إلى خفاء التصور لا لخفائه في نفسه ، ولهذا إذا مثل للمتشكك في هذه القضية حال الوجود والعدم بالنسبة إلى الماهية بحال كفتي الميزان وأنهما كما يستحيل ترجح إحدى الكفتين على الأخرى بغير مرجح كذلك الممكن المتساوي الطرفين ، حكم بالحاجة إلى المؤثر.

** قال

** أقول

وتقرير السؤال : أن الممكن لو افتقر إلى المؤثر لكانت مؤثرية المؤثر في ذلك الأثر وصفا ممكنا محتاجا إلى المؤثر ، فتتحقق هناك مؤثرية أخرى ، وننقل الكلام إليها حتى يتسلسل.

وتقرير الجواب : أن المؤثرية ليست موجودة في الخارج حتى يلزم كونها وصفا ممكنا محتاجا إلى المؤثر ، بل هو اعتبار عقلي ينقطع بانقطاع الاعتبار.

نعم ، التأثير أمر موجود بنفسه ، كما أن الأثر موجود بالتأثير ، نظير الماهية والوجود.

Halaman 172