130

Al-Athar al-Marwiyah ‘an A’immah as-Salaf fi al-‘Aqidah min Khilal Kutub Ibn Abi ad-Dunya

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

Penerbit

الجامعة الإسلامية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lokasi Penerbit

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

فأنكر أبو موسى الأشعري ما رآه منهم في المسجد، وذهب ليخبره بذلك، فأتاهم وقال مستنكرا: "فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم ﷺ متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: واللَّه يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول اللَّه ﷺ حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم اللَّه ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج" (^١).
ولعل الذي جعل عمر ﵁ يقول ما قال علمه بأنه سيكون إحداث في الدين بعد وفاة رسول اللَّه ﷺ ويقينه بذلك حيث ورد عنه أنه قال: "إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب اللَّه" (^٢).

(^١) أخرجه الدارمي في سننه (١/ ٧٩) رقم (٢٠٤) بسند حسن، ومن طريقه ذكره أبو شامة في الباعث على إنكار البدع والحوادث (٦٤ - ٦٥)، وبحشل في تاريخ واسط (١/ ١٩٩)، وابن وضاح في البدع والنهي عنها ذكر له عدة طرق وألفاظ.
(^٢) أخرجه الدارمي في السنن (١/ ٦٢) رقم (١١٩) بسند حسن وغيره، وهناك بعض المخالفات في أمور عملية ظهرت في عصر الخلفاء الراشدين تصدى لها الصحابة وعاملوها معاملة البدعة لبيان أنها ليست من الدين، حتى لا يلتبس الدين بغيره، انظر =

1 / 134