Al-Adhkar by An-Nawawi
الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
Penyiasat
عبد القادر الأرنؤوط ﵀
Penerbit
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
Lokasi Penerbit
بيروت - لبنان
Genre-genre
وأما إطباق الناس على فعله مع أن في المتكنين به والمكنّين الأئمة الأعلام، وأهل الحلّ والعقد والذين يُقتدى بهم في مهمات الدين ففيه تقوية لمذهب مالك في جوازه مطلقًا، ويكونون قد فهموا من النهي الاختصاص بحياته ﷺ كما هو مشهور من سبب النهي في تكنّي اليهود بأبي القاسم ومناداتهم: يا أبا القاسم، للإِيذاء، وهذا المعنى قد زال.
والله أعلم.
(بابُ جَوَاز تكنيةِ الكَافِر والمبتدع والفاسق إذا كان لا يُعرف إلا بها أو خِيفَ من ذِكْره باسمِه فتنة)
قال الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ) واسمه عبد العزّى، قيل: ذكر بكنيته لأنه يُعرف بها، وقيل: كراهةً لاسمه حيثُ جُعل عبدًا للصنم.
٨٨٠ - وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أُسامة بن زيد ﵄ " أن رسولَ الله ﷺ ركبَ على حمار ليعودَ سعدَ بن عبادة ﵁.." فذكر الحديث ومرور النبيّ ﷺ على عبد الله بن أَبيّ سلول المنافق، ثم قال: فسارَ النبيّ ﷺ حتى دخلَ على سعد بن عبادة، فقال النبيّ ﷺ: " أيْ سَعْدُ، ألَمْ تَسْمَعْ إلى ما قالَ أبُو حُبابٍ - يُريد عبد الله بن أُبيّ - قالَ: كَذَا وكَذَا ... " وذكر الحديث.
قلت: تكرَّر في الحديث تكنيةُ أبي طالبٍ، واسمُه عبدُ مناف، وفي الصحيح " هَذَا قَبْرُ أبي رِغالٍ " ونظائر هذا كثيرة، هذا كله إذًا وجد الشرط الذي ذكرناه في الترجمة، فإن لم يُوجد، لم يزد على الاسم.
٨٨١ - كما رويناه في " صحيحيهما " أن رسول الله ﷺ كتب: " من محمد عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى هِرَقْلَ " فسمَّاه باسمه، ولم يكنِّه ولا لقبه بلقب ملك الروم وهو قيصر، ونظائرُ هذا كثيرة، وقد أمرنا بالإِغلاظ عليهم، فلا ينبغي أن نُكنيَهم ولا نرققَ لهم عبارة، ولا نلين لهم قولًا، ولا نظهر لهم ودًّا ولا مؤالفة.
(باب جواز تكنية الرجل)
بأبي فُلانة وأبي فُلان والمرأة بأُمّ فلان وأُمّ فُلانة اعلم أن هذا كلَّه لا حَجْرَ فيه، وقد تكنَّى جماعاتٌ من أفاضل سلف الأمة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم بأبي فلانة، فمنهم عثمان بن عفان ﵁ له ثلاث كنى: أبو عمرو، وأبو عبد الله، وأبو ليلى، ومنهم أبو الدرداء وزوجته أُمّ الدرداء الكبرى
1 / 296