43

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Penyiasat

خالد بن عثمان السبت

Penerbit

دار عطاءات العلم (الرياض)

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lokasi Penerbit

دار ابن حزم (بيروت)

Genre-genre

والصبرُ يتناولُ الصبرَ على طاعةِ اللَّهِ، وإن كنتَ كالقابضِ على الجمرِ، والصبرَ عن معصيةِ اللَّهِ وَإِنِ اشْتَعَلَتْ نارُ الشهواتِ، ويدخلُ في ذلك الصبرُ على المصائبِ (^١) عندَ الصدمةِ الأُولَى، والصبرُ على الموتِ تحتَ ظلالِ السيوفِ. وقولُه: ﴿وَالصَّلاةِ﴾ أي: وَاسْتَعِينُوا بالصلاةِ؛ لأن الصلاةَ نِعْمَ المعينُ على نوائبِ الدهرِ، وعلى خيرِ الدنيا والآخرةِ؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ الآيةَ [العنكبوت: آية ٤٥]، وقال جل وعلا: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: آية ١٣٢]، وكان ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ صلى (^٢)، وَرُوِيَ عن ابنِ عباسٍ ﵄ أنه نُعِيَ له أخوُه قُثَم، فأناخَ راحلتَه وصلى، وتلا: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ (^٣) [البقرة: آية ٤٥]، يستعينُ بالصلاةِ على صبرِ مصيبةِ أَخِيهِ. ولا شَكَّ أن لطالبِ العلمِ هنا سؤالًا وهو أن يقولَ: أما الاستعانةُ بالصبرِ على أمورِ الدنيا والآخرةِ فهي أَمْرٌ واضحٌ لا إشكالَ

(^١) انظر: هذه الأنواع الثلاثة في مدارج السالكين (٢/ ١٥٦)، بصائر ذوي التمييز (٣/ ٣٧٥، ٣٨١). (^٢) جاء في حديث حذيفة ﵁ عند أحمد (٥/ ٣٨٨)، وأبي داود في الصلاة، باب: وقت قيام النبي ﷺ من الليل، حديث رقم: (١٣٠٥) (٤/ ٢٠٢)، وابن جرير برقم (٨٤٩، ٨٥٠) (٢/ ١٢)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة رقم: (٢١٢) (١/ ٢٣١)، وقد صححه أحمد شاكر في تعليقه على ابن جرير (٢/ ١٢)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (١/ ٢٤٥). (^٣) أخرجه ابن جرير، انظر: الأثر رقم: (٨٥٢) (٢/ ١٤)، والبيهقي في الشعب، انظر: الأثرين رقم: (٩٦٨١، ٩٦٨٢) (٧/ ١١٤)، وقال أحمد شاكر: «إسناده صحيح» ابن جرير (٢/ ١٤).

1 / 47