175

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Penyiasat

خالد بن عثمان السبت

Penerbit

دار عطاءات العلم (الرياض)

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lokasi Penerbit

دار ابن حزم (بيروت)

Genre-genre

منهما تفيدُ ما تَضَمَّنَتْهُ من الأحكامِ والمعاني (^١). أما على قراءةِ الجمهورِ: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ﴾ فالتحقيقُ أن المعنى: أن الكفارَ لا يُكذبونك. وَاعْلَمْ أنه معروفٌ في القرآنِ وفي لغةِ العربِ أن الفعلَ يُسْنَدُ إلى المجموعِ والمرادُ بعضُ المجموعِ لا جميعهم (^٢)، وَمِمَّا يوضحُ هذا المعنى غايةَ الإيضاحِ من القرآنِ قراءةُ حمزةَ والكسائيِّ (^٣): ﴿فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ﴾ [البقرة: آية ١٩١] بصيغةِ (القَتْل) في الفعلين؛ لأنه لا يُعْقَلُ أن الذي قُتِلَ بالفعلِ يُؤْمَرُ بقتلِ قاتلِه، وَلَكِنَّ المعنى: فإن قتلوا بعضَكم فليقتلهم البعضُ الذي لم يُقْتَلْ (^٤). وهذا أسلوبٌ معروفٌ في القرآنِ وفي غيرِه. وإذا عرفتَ هذا فَاعْلَمْ أن بعضَ الكفارِ عَلِمُوا صدقَ النبيِّ ﷺ في الباطنِ، وقلوبُهم مُوقِنَةٌ أنه صَادِقٌ (^٥)، كما قال أبو جهل - لَعَنَهُ اللَّهُ - لَمَّا قال له الأخنسُ بنُ شُريق قال له: أنا وأنتَ في خلوةٍ، ليس معنا أحدٌ من قريشٍ، فَأَخْبِرْنِي عن صحةِ ما يقولُه محمدٌ (صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليه). فقال له أبو جهلٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لأعلمُ أنه صادقٌ، وأنه نَبِيٌّ، وَوَاللَّهِ ما كذبَ محمدٌ قطُّ ولا يكذبُ، ولكن كنا نحن وَبَنُو هاشمٍ فَرَسَيْ رِهَانٍ، طعِموا فَأَطْعَمْنَا، وفعلوا

(^١) في هذه القاعدة انظر: مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٩١ - ٣٩٨، ١٥/ ٢٤٨، ١٧/ ٣٨١ - ٣٨٢)، شفاء العليل (٩٦)، البرهان للزركشي (١/ ٣٢٦)، الإتقان (١/ ٢٢٧)، أضواء البيان (٢/ ٨، ١٢٠، ٦/ ٢٢٦، ٦٨٠). (^٢) في هذا المعنى انظر: ابن جرير (١/ ٥٠١)، (٢/ ٤٨٥ - ٤٨٧، ٥٠٠)، (١٦/ ٩١) وراجع ما مضى عند تفسير الآية (٧٢) من سورة البقرة. (^٣) مضى عند تفسير الآية (٧٢) من سورة البقرة. (^٤) انظر: حجة القراءات ص (١٢٨). (^٥) انظر: ابن جرير (١١/ ٣٣١)، الدر المصون (٤/ ٦٠٤).

1 / 179