Akhlaq dan Siyar

Ibn Hazm d. 456 AH
78

Akhlaq dan Siyar

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Penyiasat

بلا

Penerbit

دار الآفاق الجديدة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Lokasi Penerbit

بيروت

تطلع النَّفس إِلَى مَا يستر عَنْهَا من كَلَام مسموع أَو شَيْء مرئي أَو إِلَى الْمَدْح وَبَقَاء الذّكر هَذَا أَمْرَانِ لَا يكَاد يسلم مِنْهُمَا أحد إِلَّا سَاقِط الهمة جدا أَو من رَاض نَفسه الرياضة التَّامَّة وقمع قُوَّة نَفسه الغضبية قمعا كَامِلا أَو عانى مدواة شَره النَّفس إِلَى سَماع كَلَام تستر بِهِ عَنْهَا أَو رُؤْيَة شَيْء اكتتم بِهِ دونهَا أَن يفكر فِيمَا غَابَ عَنْهَا من هَذَا النَّوْع فِي غير مَوْضِعه الَّذِي هُوَ فِيهِ بل فِي أقطار الأَرْض المتباينة فَإِن اهتم بِكُل ذَلِك فَهُوَ مَجْنُون تَامّ الْجُنُون عديم الْعقل أَلْبَتَّة وَإِن لم يهتم لذَلِك فَهَل هَذَا الَّذِي اختفي بِهِ عَنهُ إِلَّا كَسَائِر مَا غَابَ عَنهُ مِنْهُ سَوَاء بِسَوَاء وَلَا فرق ثمَّ لنزد احتجاجا على هَوَاهُ فَلْيقل بِلِسَان عقله لنَفسِهِ يَا نفس أَرَأَيْت إِن لم تعلمي أَن هَهُنَا شَيْئا أُخْفِي عَلَيْك أَكنت تطلعين إِلَى معرفَة ذَلِك أم لَا فَلَا بُد من لَا فَلْيقل لنَفسِهِ فكوني الْآن كَمَا كنت تكونين لَو لم تعلمي بِأَن هَهُنَا شَيْئا ستر عَنْك فتربحي الرَّاحَة وطرد الْهم وألم القلق وقبح صفة الشره وَتلك غَنَائِم كَثِيرَة وأرباح جليلة وأغراض فاضلة سنية يرغب الْعَاقِل فِيهَا وَلَا يزهد فِيهَا إِلَّا تَامّ النَّقْص

1 / 88