Akhlaq dan Siyar

Ibn Hazm d. 456 AH
27

Akhlaq dan Siyar

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Penyiasat

بلا

Penerbit

دار الآفاق الجديدة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Lokasi Penerbit

بيروت

نقصا أطلق بِهِ لِسَانه فَإِن كَانَ صَادِقا فنفسي أَحَق بِأَن ألوم مِنْهُ وَأَنا حِينَئِذٍ أَجْدَر بِالْغَضَبِ على نَفسِي مني على من عابني بِالْحَقِّ وَأما أَمر إخْوَانِي فَإِنِّي لست أمسك عَن الامتعاض لَهُم لكني امتعض امتعاضا رَقِيقا لَا أَزِيد فِيهِ أَن أندم الْقَائِل مِنْهُم بحضرتي وأجعله يتذمم وَيعْتَذر ويخجل ويتنصل وَذَلِكَ بِأَن أسلك بِهِ طَرِيق ذمّ من نَالَ من النَّاس وَأَن نظر الْمَرْء فِي أَمر نَفسه والتهمم بإصلاحها أولى بِهِ من تتبع عثرات النَّاس وَبِأَن أذكر فضل صديقي فأبكته على اقْتِصَاره على ذكر الْعَيْب دون ذكر الْفَضِيلَة وَأَن أَقُول لَهُ إِنَّه لَا يرضى بذلك فِيك فَهُوَ أولى بِالْكَرمِ مِنْك فَلَا ترض لنَفسك بِهَذَا أَو نَحْو هَذَا من القَوْل وَأما أَن أهارش الْقَائِل فأحميه وأهيج طباعه وأستثير غَضَبه فينبعث مِنْهُ فِي صديقي أَضْعَاف مَا أكره فَأَنا الْجَانِي حِينَئِذٍ على صديقي والمعرض لَهُ بقبيح السب وتكراره فِيهِ وإسماعه من لم يسمعهُ والإغرار بِهِ وَرُبمَا كنت أَيْضا فِي ذَلِك جانيا على نَفسِي مَا لَا يَنْبَغِي لصديقي أَن يرضاه لي من إسماعي الْجفَاء وَالْمَكْرُوه وَأَنا لَا أُرِيد من صديقي أَن يذب عني بِأَكْثَرَ من الْوَجْه الَّذِي حددت فَإِن تعدى ذَلِك إِلَى أَن يساب النائل مني حَتَّى يُولد بذلك أَن يتضاعف النّيل وَأَن يتَعَدَّى أَيْضا إِلَيْهِ بقبيح المواجهة وَرُبمَا إِلَى أَبَوي وأبويه على قدر سفه النائل ومنزلته من البذاءة وَرُبمَا كَانَت مُنَازعَة بِالْأَيْدِي فَأَنا مستنقص لفعله فِي ذَلِك زار عَلَيْهِ متظلم مِنْهُ

1 / 37