14

Akhlaq Nabawiyya

الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية

Genre-genre

Fikah

فقد استرعت هذه الحادثة انتباه الباحث الألماني أغسطينوس موللر ( 1148- 1894)، فتوقف عندها مليا ، في كتابه "الإسلام "، وتعرض لسياسة النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المقام وأنه "أدهش قريشا بسياسته الرشيدة "(1).

كما توقف الأب هنري لامنس عند هذه الحادثة فقال :

" لما اختلفت قريش في قضية بناء الكعبة ، وأي فخذ منها يجب أن يعهد إليه بوضع الحجر الأسود في مكانه ، وكادوا يقتتلون ، فاتفقوا على أن يعهدوا بذلك إلى محمد بن عبد الله الهاشمي[- صلى الله عليه وسلم -]، قائلين : هذا هو الأمين ! "(2) .

ولقد ربط المستشرق "أرثر جيلمان" بين هذه الحادثة التي منعت اقتتال القبائل العربية، وبين المرحلة التالية لبدء البعثة والوحي ، والتي تشكل مقدمة الدعوة الإسلامية، بقوله :

" لا بد أن يكون محمد [- صلى الله عليه وسلم -]قد تأثر بإعجاب القوم وتقديرهم العظيم بهذه الفكرة التي بسطت السلام بين مختلف القبائل ، ولايستبعد أن يكون محمد[- صلى الله عليه وسلم -] قد أخذ يحس بنفسه أنه من طينة أرقى من معاصريه ، وأنه يفوقهم جميعا ذكاء وعبقرية ، وأن الله قد اختاره لأمر عظيم .. !"(3) .

المطلب الثالث : نماذج المعاهدات مع القبائل المجاورة للمدينة :

فلقد عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - في العام الثاني من الهجرة- المعاهدات مع القبائل المجاورة للمدينة لا سيما تلك القبائل التي كانت على الطريق التجاري المؤدي إلى الشام، وذلك من أجل أربعة أهداف :

الهدف الأول : تحييد هذه القبائل في قضية الصراع بين المسلمين والمشركين، وألا يكونوا يدا مع المشركين على المسلمين .

الهدف الثاني : تأمين الحدود الخارجية للدولة .

Halaman 14