219

Akhlaq Cinda Ghazali

الأخلاق عند الغزالي

Genre-genre

وفي الدرجة الأخيرة يقول الغزالي: «وربما يستمر الفاسق أيضا بأعوانه، ويؤدي ذلك إلى أن يتقابل الصفان ويتقاتلا، فهذا قد ظهر الاختلاف في احتياجه إلى إذن الإمام. فقال قائلون: لا يستقل آحاد الرعية بذلك، لأنه يؤدي إلى تحريك الفتن وهيجان الفساد وخراب البلاد. وقال آخرون: لا يحتاج إلى الإذن. وهو الأقيس. لأنه جاز للآحاد الأمر بالمعروف، وأوائل درجاته قد تجر إلى ثوان وثوالث، وقد ينتهي لا محالة إلى التضارب، والتضارب يدعو إلى التعاون. فلا ينبغي أن يبالي بلوازم الأمر بالمعروف، ومنتهاه تجنيد الجنود في رضا الله ودفع معاصيه.» ص336 ج3.

إرشاد الأمراء

ولا يجوز من درجات الاحتساب مع الأمراء والسلاطين - فيما يرى الغزالي - إلا الرتبتان الأوليان وهما التعريف والوعظ. أما المنع بالقهر فليس لآحاد الرعية مع السلطان، فإن ذلك يحرك الفتن ويهيج الشر، ويكون ما يتولد عنه من المحذور أكثر.

وأما التخشين في القول، كقوله: يا ظالم، يا من لا يخاف الله، وما يجري مجراه، فذلك إن كان يحرك فتنة يتعدى شرها إلى غيره لم يجز، وإن كان لا يخاف إلا على نفسه، فهو جائز، بل مندوب إليه، ومن قتل في هذا فهو شهيد.

الباب الحادي عشر

في تأثير الغزالي في عصره وما تلاه من العصور

تمهيد

أثر الغزالي في عصره أثرا غير قليل: فشطر أهل العلم، والولاة، شطرين: أحدهما ينصره، والآخر يخذله، وما زال الفريقان يختصمان حتى طيرا شهرته في جميع الآفاق.

وقد رأى الغزالي في حياته من يقدسه، ويقدمه على جميع العلماء، ورأى في الوقت نفسه كتبه تحرق في بعض الأقطار الإسلامية، رميا لها بالدعوة الخفية إلى الكفر والإلحاد!

في تأثير الغزالي في عصره وما تلاه من العصور

Halaman tidak diketahui