197

Akhlaq Cinda Ghazali

الأخلاق عند الغزالي

Genre-genre

أن ينظر الرجل في حاجة امرأته إلى التحصين، فإن تحصينها واجب عليه. وللغزالي في هذا الموضوع كلام كله سذاجة: إذ تراه يضع طائفة من الأدعية يقوم بها الرجل عند الوقاع، حتى ليذكر أن بعض أصحاب الحديث كان يكبر حتى يسمع أهل الدار صوته! وما أدري كيف تصلح هذه اللحظة للأدعية والأوراد، وما إلى ذلك مما يضعف الشهوة، ويبعث على الخمود.

تاسعا:

الطلاق مباح، ولكنه إيذاء. ولا يباح للرجل إيذاء المرأة إلا بجناية من جانبها أو ضرورة من جانبه. ومهما آذت زوجها أو بذأت على أهله فهي جانية، وكذلك مهما كانت سيئة الخلق أو فاسدة الدين. ويرى الغزالي أن حق الوالد مقدم على حق الزوجة، فإذا كرهها الوالد لغرض غير فاسد فقد جاز الطلاق. وإن كان الأذى من الزوج فلها أن تفتدي بمال، ويكره للرجل أن يأخذ منها أكثر مما أعطى، فإن ذلك إجحاف بها وتحامل عليها وتجارة على البضع. وعلى الزوج أن يتلطف في التعلل بتطليق زوجته من غير تعنيف واستخفاف. وأن يطيب قلبها بهدية على سبيل الجبر والإمتاع، ولا يفشي سرها لا في الطلاق ولا في النكاح.

ومما سلف بيانه نعرف أن الغزالي لم يفكر في المرأة إلا من حيث هي زوجة، فلم يذكر شيئا عن حقوقها الاجتماعية، ولم يتكلم عن تعليمها قبل الزواج، ولم يسمح للمتزوجة بشيء من العلم أكثر من الفرائض، وهي غاية بسيطة بالطبع، لأن تعلم الفرائض لم يكن موضع خلاف. وكل هذا نتيجة محتومة لرأيه في طبيعة المرأة، إذ كانت عنده في مقام التابع، ومن طاعة الشيطان أن تصبح في مقام المتبوع! (10) الرفق بالمرأة

ولم يكتف الغزالي بهذه الحقوق في صيانة المرأة، بل حض الرجل على الرفق بها في كل حال، فذكر في ص121 من كتابه «التبر المسبوك» أن من أحب أن يكون مشفقا على زوجته رحيما بها، فليذكر أن المرأة لا تقدر أن تطلقه، وهو قادر على طلاقها متى شاء، وأنها لا تقدر أن تأخذ شيئا بغير إذنه، وهو قادر على ذلك، وأنها ما دامت في حباله لا تقدر على زوج سواه، وهو قادر على أن يتزوج عليها، وأنه لا يخافها وهي تخافه، وأنها تقنع منه بطلاقة وجهه، وبالكلام اللين، وهو لا يرضى بجميع أفعالها، وأنها تفارق أمها وأباها وجميع أقاربها لأجله، وهو لا يفارق أحدا، وأنه يقدر أن يتسرى ويختص بالجواري دونها، وأنها تخدمه دائما وهو لا يخدمها، وأنها تتلف نفسها إذا كان مريضا وهو لا يغتم لها ولو ماتت.

وألاحظ أن هذه النصيحة الشعرية تفترض أن يكون الرجل مسيطرا على المرأة، وأنها كالحمل الوديع. ومن الواضح أن الرجل لا يكون دائما على هذه السيطرة، والمرأة لن تكون دائما بهذه الوداعة. ولكن عذر الغزالي في إطلاق هذا النصح، أن الغالب وقوع هذه الحال، فالرجل في الغالب يأمر وينهى، والمرأة تسمع وتطيع، وما عدا ذلك شذوذ، وهم لا يضعون القواعد للشواذ!

والذي لا شك فيه، من بين ما قال الغزالي، أن الرجل يملك رقبة المرأة، ويستطيع أن يتزوج من غيرها إن شاء، ويتصرف في البيت بلا رقيب ولا حسيب، وأن المرأة تركت من أجله أمها وأباها وأقاربها، وهو لم يفارق لأجلها أحدا من العالمين. (11) واجبات المرأة

النكاح نوع رق - كما يقول الغزالي - فالزوجة رقيقة الزوج، وعليها طاعته في كل ما يطلب ، مما لا معصية فيه. وإليك خلاصة ما عليها من الواجبات: (1)

أن تكون قاعدة في قعر بيتها، ملازمة لمغزلها، لا يكثر صعودها واطلاعها على سطح الجيران. (2)

وأن تكون قليلة الكلام لجيرانها، ولا تدخل عليهم إلا في حال يوجب الدخول. (3)

Halaman tidak diketahui