Akhlaq al-Shabab al-Muslim
أخلاق الشباب المسلم
Penerbit
الجامعة الإسلامية
Nombor Edisi
السنة الأولى،العددالثاني
Tahun Penerbitan
رجب١٣٨٨هـ/تشرين أول ١٩٦٨م
Genre-genre
، فلا يفعلون إلاّ ما يرضيه.
ثالثتها: الخوف من الله تعالى فهم يخافون عذابه ولا يأمنون مكره، فإنه لا يأمنه إلاّ القوم الخاسرون.
رابعتها: أنهم يحفظون فروجهم عمّا حرم الله ويقتصرون على ما أحل الله.
خامستها: أنهم يحافظون على عهدهم إذا عاهدوا مسلما أو ذميا، أو معاهدا أو مصالحا، لا ينقضونه أبدًا.
سادستها: أنهم يقومون بشهاداتهم فيؤدّونها كما علموها، ولو كانت على الوالدين والأقربين، لا يزيدون فيها ولا ينقصون، ولا يبدّلون ولا يغيّرون، ولا يكتمونها أبدا، ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبُه.
فهذه صفات المؤمنين الصادقين، لا جرم أنّ كل شعب سادت فيه هذه الصفات يكون سعيدًا في دنياه وأخراه، عزيزا مؤيدًا منصورا، جعلنا الله من أهلها.
٨- "رأى النبي ﷺ في المنام" ورؤيا الأنبياء حق أنه كان مع بعض أصحابه في دار عقبة بن رافع، فوضع لهم رطبًا من النوع المسمى ابن طاب وهو نوع من رطب المدينة، ففسّر النبي ﷺ هذه الرؤيا بأن العاقبة الحسنة والرفعة له ولأمته في الدنيا والآخرة، وأن دين الإسلام طاب، أي زكا وبورك فيه فعلا وانتصر، وكذلك وقع، وهذا مضمون للأمة الإسلامية إلى يوم القيامة بشرطه، وهو الإيمان، والاجتماع على إعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيل الله، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة (المؤمن: ٥١): ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ .
قال القاسمي في تفسيره هذه الآية: "أي لننصرهم في الدارين؛ أما في الدنيا فبإهلاك عدوهم واستئصاله عاجلا، أو بإظفارهم بعدوهم وإظهارهم عليه، وجعل الدولة لهم والعاقبة لأتباعهم، وأما في الآخرة فبالنعيم الأبدي والحبور السرمدي، والأشهاد جمع شاهد، وهم من يشهد على تبليغ الرسل وتكذيب من كذبهم ظلما، أو جمع شهيد كأشراف وشريف"اهـ.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: "يقول الله ﵎: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب".
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "وفي الحديث القدسي "إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب" اهـ، ومعناه أنّ الله ينتقم لأوليائه وهم المؤمنون كما ينتقم الأسد الغضبان ممن أغضبه، والله عزيز ذو انتقام.. وقال تعالى في سورة (الصافات: ١٧١-١٧٣): ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، وقبلها (١٦٧-١٦٩): ﴿وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ، لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ، لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾
أخبرنا ﷾ أنّ كفار العرب كانوا يقولون قبل نزول القرآن وبعثة الرسول ﵊: ﴿لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ أي كتابًا من الكتب التي أنزلها الله عليهم لاهتدينا به، وتطهرنا به من جهالتنا ﴿لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ المطهّرين من كل ضلال
1 / 27