وكأني بك تسألني: وماذا أعمل حتى أكون شابا ناجحا؟ إن كان عندك شيء غير الوعظ فهاته. - نعم عندي هذا السؤال: هل أنت مقبل بكل رغبة على المدرسة؟ فإن كنت كذلك فأنت ناجح وغني عن إرشادي.
إن العلم لا يسع معه شيئا. فالدماغ كالوعاء، إذا ملأناه فلا نستطيع أن نزيد عليه شيئا. أما سمعت قول المثل: «بطيختان لا تحملان بفرد يده»؟ وكذلك هو الفكر، فإنه لا يشغل بأمرين في وقت واحد.
قال أحد علماء الكنيسة الأتقياء: على من يريد الترهب أن يخلع ثيابه عند بوابة الدير.
أفهمت معنى هذا القول؟
معناه أن من ينصرف إلى الزهد يجب أن يتجرد من كل ميوله الأخرى. وأنت إن كنت غير زاهد في اللهو والعبث فما لك والمدرسة! أما إذا دخلتها فاقفل الأبواب خلفك جيدا، واعمل برغبة كلية تدرك غايتك.
إن المعرفة لا تنال باللهو وطق الحنك، فإذا كنت طائشا كالفراشة فستخرج من المدرسة محترق الجوانح.
ليس المعلم بوليسا يحمل فردا على جنبه ليعلم الطالب غصبا عن رقبته. إنه كبائع الكعك الذي تراه واقفا عند بوابة المدرسة، فهو لا يقاتلك إذا لم تشتر منه بل يحاول أن يغريك ويشهيك، ولك أن تفعل ما تريده.
المعلم لا يقدر أن يطعمك كما يطعم أبوك الأشجار البرية. عندك وسائل كيما تعد نفسك للنجاح. منها الإرادة فاعتصم بها تنجح.
وإذا أعياك القبض على ما ترغب فحاول أن تتعود.
إن العادة توليك نعما كثيرة وآثاما كثيرة. فإذا تعودت إتمام واجباتك صرت رجلا في الحياة، وحزت المعرفة التي دفع ثمنها فسطان أمك.
Halaman tidak diketahui