فتعجب الأسد من هذا النبأ، وربض لا يفارق العرين، ومثله فعل العقاب. وظلا على تلك الحال حتى ماتا وأولادهما واستراح الهر منهم جميعا.
فلو قلدنا النمام زمام الحكم وقلنا له: كن عادلا واحكم على الهر بما يستحق من عقوبة فبماذا كان يحكم عليه يا ترى؟
فيا أيها النمام الزنيم، والمشاء الأثيم، ألا أشفق على إخوانك!
ألا رحمة بقلوب العباد، ولا تطلب الحياة بقتلك الناس!
فإذا كان هذا سبيلك لاكتساب عطف الناس فقد ضللت.
كن سليم النية صافي السريرة تجد ثغر الحياة باسما لك، والطمأنينة مادة يدها لتصافحك، والسعادة فاتحة ذراعيها لتضمك إلى صدرها.
إن ثوب الرياء يشف عما تحته، ومهما انفسح أمامك الأجل وطال، فلا بد من الافتضاح. وإذ ذاك تغلق بوجهك الأبواب، وهذا إذا لم تطرد كالكلاب.
على أبواب المدارس
حكاية مزارع
جاءني رجل حاشيته رقيقة ولكنه مستور الحال. وبعدما ارتمى على المقعد واسترخى قليلا، تنهد ونفخ نفخة أرقصت الأوراق على مكتبي، فقلت له: «خير إن شاء الله! أية أزمة أنت فيها؟ لست أرى على وجهك دلائل مرض، ولم يبلغني أنك أصبت بأنف العنزة ولا ذنبها، فما هذا الضنك البادي على وجهك؟»
Halaman tidak diketahui