﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ٧٨] إلى قوله: ﴿وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٨١]، وَإِذَا فِيهِ: ابْعَثْ إِلَيْنَا بِضَاعَتَنَا، وَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ رِبْحٍ فَهُوَ لَكَ، وَرُدَّ إِلَيْنَا رَأْسَ الْمَالِ.
قَالَ: وَكَانَ فِيهَا رِبْحٌ أَرَاهُ مَالا كَثِيرًا.
قَالَ مِهْرَانُ: فَلَمَّا أَرَدْتُ الْحَجَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: لأَحُجَنَّ فَأَنْظُرَ مَا يَقُولُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، فَقَدْ شَهِدْتُ سُفْيَانَ وَسَمِعْتُ مَا قَالَ لَهُ.
قَالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ سُفْيَانَ فِي الْحَجِّ فَأَذِنَ لِي، قَالَ: فَقَدِمْتُ فَسَبَقْتُهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَإِذَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ قَدْ دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلا أَدْرِي رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا ضَعِيفًا أَوْ لا، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ فَعَالَ سُفْيَانَ، قَالَ: فَجَلَسَ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: أَمَا تَرَى إِلَى جَوَابِ كِتَابِهِ، يَعْنِي سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ الْكِتَابَ مِنْ خُفِّهِ، قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ: هَذَا كِتَابُ رَجُلٍ قَوِيِّ الإِيمَانِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا عِيسَى، تَدْرِي مَا مَثَلُكَ، مَثَلُ الْخِنْزِيرِ كَانَ يَشْرَبُ اللَّبَنَ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ أَكَلَ الْعَذِرَةَ.
قَالَ: وَكَانَ اسْمُ أَبِي جَعْفَرٍ عِيسَى.
قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الصَّفَّارُ: ذَهَبْتُ بِهَذِهِ
1 / 60