مُعَسْكَره بِأَسْفَل جبل كياتة وَهُوَ الَّذِي يُسمى الْآن خَنْدَق الديباج لأخبية ديباج كَانَ إِسْمَاعِيل ظهر بهَا فِي ذَلِك الْمَكَان وَبنى تنورا كَبِيرا وأضرمه نَارا وعلق عَلَيْهِ بكرَة فَإِذا أَخذ أحدا من البربر علقَة برجليه إِلَى البكرة ثمَّ مالاه فِي التَّنور إِلَى مَوضِع يَنَالهُ حر النَّار فِيهِ فَإِذا أشرف على الْمَوْت روح شَيْئا فَإِذا رجعت إِلَيْهِ نَفسه أَعَادَهُ حَتَّى يَمُوت وَعمل ففصا من خشب وَأدْخل فِيهِ قردين ذكرا وَأُنْثَى وَقَالَ لأَصْحَابه لَا بُد من مخلد بن كيداد من دُخُول هَذَا القفص ومقارنته فِيهِ مَعَ هذَيْن القردين ونصبه قبالة أبي يزِيد فَقَالَ مُحَمَّد بن الْمُنِيب فِي ذَلِك ... حل الْبلَاء بمخلد ... وَجَمِيع شيعته النواكر
أَمْسَى بِأَرْض كياتة ... قد بَان مِنْهُ كل نَاظر
يرنو بِطرف خاشع ... نظر المحاصر للمحاصر
يرنو إِلَى عدد الْحَصَى ... والرمل من تِلْكَ العساكر
يَا مخلد ابْن سبيكة ... يَا شَرّ بَيت فِي العشائر
ذُقْ مَا جنته يداك قبل ... من الْكَبَائِر والصغائر
ذُقْ هول شقك للبطون ... وَمَا ارتكبت من الجرائر
ياشر من بكياتة ... وكياتة شَرّ البرابر
انْظُر إِلَى القفص الَّذِي ... لَا بُد فِيهِ أَنْت صائر ...
1 / 74