ويقول فهيم شلتوت في مقدمة كتاب تاريخ المدينة المنورة لابن شبة أن كتاب أخبار المدينة لابن زبالة هو أول مؤلف في تاريخ المدينة إلا أنه لم يعثر عليه (1).
كل ذلك يدل صراحة على أن لابن زبالة كتابا اسمه أخبار المدينة، وبالإضافة إلى ذلك فإن النصوص التي نقلها العلماء والمؤرخون الذين جاؤوا بعده وتلك الاقتباسات التي وردت في الكتب المؤلفة بعد عصر ابن زبالة لهي دليل آخر على أن لابن زبالة مؤلفا كان موجودا ومعروفا لدى كثير من العلماء وقد استفادوا منه ونقلوا عنه في مؤلفاتهم.
ويتناول ابن زبالة بالبحث في كتابه هذا اسم المدينة، وحرمها، وبدء سكنها، وتاريخ اليهود فيها، وعشائرهم، والأوس والخزرج وخطط عشائرهم، وطريق الهجرة، وفصل في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصله وذرعه وعلاماته وزخرفته، وتخليقه، والمنبر، والسوارى والأساطين، والمنائر، وتوسيعات المسجد في زمن الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين، وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبور الصحابة، والسقايات والبلاليع، وآداب المسجد، والقناديل والأبواب، والدور التي حوله، كما بحث أسواق المدينة، والمصلى، وعددا كبيرا من المساجد التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والبقيع وآبار المدينة وأوديتها، وصدقات النبي صلى الله عليه وسلم ، وبقاع المدينة وأحوالها.
ويتبين مما ذكرنا أن نطاق بحث ابن زبالة واسع، تناول فيه مختلف المواضيع، إلى درجة يمكن القول بأنه وضع الطريق الذي سار عليه من ألف بعده عن المدينة، كابن النجار والمراغي والسمهودي. غير أنه لا يمكن الجزم بالتسلسل الذي اتبعه ابن زبالة في بحثه، وقد أشار السمهودي إلى أن ابن زبالة صدر كتابه في بدء من سكن المدينة (2).
Halaman 62