239

Akhbar al-Zaman

أخبار الزمان

Penerbit

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

وكان نهراوس قد عاود الانعكاف على اللذات، والاحتجاب عن الناس لما كان العزيز كفاه من أمر الملك والرعية.
واتصل خبر زليخا مع يوسف ﵇ بنساء من نساء اصحاب الملك فعيرنها بذلك.
فأحضرت منهن جماعة وعملت لهن طعامًا، فلما أكلنه أحضرت لهن شرابًا، وأجلستهن مجلسين مجلسًا حذاء مجلس، مذهبين جميعًا، وفرشتهما بالديباج الأصفر المذهب، وأرخت عليهما ستور الحرير والديباج.
وجلسن فيهما للشراب وقدمت بين ايديهن فاكهة كثيرة، وسكاكين أنصبتها من الجوهر، وقالت لهن اقطعن من هذه الفاكهة بهذه السكاكين، ويقال إن الذي كان ينزل بين ايديهن أترج وهو المتكأ، فأمرت المواشط بتزيين يوسف ﵇.
وإخراجه إلى المجلس الذي كانت تجلس هي فيه والنسوة للشراب.
وكانت الشمس ذلك الوقت محاذية لذلك المجلس.
فأخذته المواشط ونظمن شعره باصناف الجوهر.
وألبسنه ثوب ديباج اصفر منسوج
بدوائر مذهبة.
وفيها صور خضر صفار.
وعدلن شعره على جبينه إلى قرب حاجبيه.
ووصلن جبهته، وعقربن على خديه صدغيه، ورددن ذؤابته على صدره.
ودفعن اليه بمذبة ذهب شعرها أخضر.
فلما فرغ النسوة من أكلهن وجلسن للشراب، وأحضرت الفواكه وسقتهن أقداحًا دفعت اليهن السكاكين، وقالت لهن قد بلغني ما أخذتن فيه من أمري مع عبدي.
فقلن لها إن الامر على ما بلغك إلا أنك أعلى عندنا قدرًا من هذا ومثلك يرتفع عن اولاد الملوك لحسنك وشرفك وعقلك، فكيف كنت ترضين بعبدك؟ قالت لم يبلغكن الصدق عني.
ولم ارض لنفسي بذلك، فلو رضيته لكان هو اهلا لذلك، وشارت إلى المواشط باخراجه، فرفعت ستور المجلس الذي يحاذي مجلسها

1 / 259