Akhbar al-Zaman
أخبار الزمان
Penerbit
دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
وقال له إني خائف من الوليد، وقد عزمت على الهرب من مصر، فما عندكم؟ قالوا له نحن نحميك على أن تقبل منا، قال قولوا، قالوا له نعمل عقابًا وتعبده، فان الذي خلصك منه في نومك هو بعض الروحانيين، وهو يريد منك أن تعمل صورته فتعبده.
قال عون أشهد لقد قال لي وأنا أسمع: اعرف لي هذا المقام ولا تنسه.
قالوا لقد بينا نحن لك ذلك.
فسمع منهم وعمل عقابًا من ذهب، وعجل عينيه من جوهرتين موشحتين بأصناف العمل الغريب.
وعمل له هيكلًا لطيفًا وجعله في صدره، وأرخى عليه ستور الحرير، فأقبل عليه السحرة على خدمته بالبخور والقربان، الى أن نطق لهم، فأقام عون على عادته ودعى الناس الى ذلك فأجابوه، فلما مضت لذلك مدة أمر العقاب ببناء مدينة يحوله اليها فتكون حرزًا له ومعقلًا من كل أحد، فأمر عون كل فاعل بمصر أن يجتمعوا له، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى صحارى الغرب ويطلبوا اليه ارضا حسنة الاستواء، ويكون المدخل فيها بين فجوج صعبة وجبال وعرة، ويتوخى ان تكون تلك الأرض قريبة من مغاض المياه، فكان مغيض الماء هو اليوم الفيوم وكان مغيضا لمياه النيل، حتى أصلحه يوسف ﵇، وأنما أراد عون قرب مكان المدينة من مغيض المياه ليجري اليها الماء منها، فخرج أصحابه يطوفون في الأرض، فأقاموا في ذلك شهرًا حتى وجدوا له بغيته، فلم يبق بمصر فاعل ولا مهندس ممن كان يفتت الصخور ويقطعها ويعمل شيئًا مما يصلح للبنيان إلا وجهه، وأنفذ معهم ألف فارس في طاعتهم، وانفذ معهم جميع الآلات، وأقام في توجيه الزاد اليهم شهرا على العجل، وطرق العجل اليوم ظاهرة واضحة في صحراء الغرب من خلف الأهرام، وهي التي يقصدها أصحاب المطالب وهي بنية مشهورة.
1 / 248