Kesedihan Pemain Biola
أحزان عازف الكمان
Genre-genre
الحب الأول (لا لا، الثاني بعد صفاء ابنة مدير مكتب البريد التي ردت رسائلي وفضلت علي معلما مضمونا يعمل في السعودية لتعيش في جوار الحرم ونعيم الريال) كيف عرفني عبد البصير على اليونانية الضخمة ذات اليد الحديدية صاحبة البنسيون في شارع محمد علي، وكيف حللت محله في الغرفة التي كان يستأجرها ويعاكس منها حفيدتها الجميلة التي ازدرته وكرهته. قصتي مع الحفيدة التي فاجأتني بحبها لي وفاجأتها بأشعاري وحكاياتي التي لا تفهمها وإن كانت تضحك كثيرا عند سماعها، مفاجأتها الأخرى الكثيرة واتفاقنا على الزواج ثم رفض أهلها للشاعر الذي لا يطعم نفسه وإشفاقي عليها من المصير البائس مع كاتب لم يعترف به وربما لا يكسب من عمله إلا المزيد من التجاهل والفقر، تركي للغرفة ومفاجأتها الأخيرة بزيارتي في حجرة البدروم التي أويت إليها في الغورية وسفرها مع زوجها إلى اليونان قبل أن تعلمني اليونانية أو أعلمها الفصحى. (4)
الشعر قيدي وخلاصي، توقفي عن قوله بعد فشلي في نشر الديوان، عبد البصير التقدمي يسخر منه ويسفهه وينصحني بالاتجاه للقصة والرواية والتردد على المسرح، البدء في مشروعات قصصية ومسرحية لم يتم منها إلا «الجحيم». (5)
تفاصيل الرواية التي عرضت فيها جحيمي الخاص واستفدت من ترجمة جحيم دانتي التي دلني عليها عبد البصير ومن رسالة الغفران ورفض الناشر الذي دخت حتى وصلت إلى مكتبته في الفجالة. بعد ستة شهور يعيد إلي المخطوطة وعليها تأشيرة ناقد كبير: عنوان منفر وكاتب مبتدئ مشوش وليته يجرب الكتابة عن النعيم بدلا من الجحيم الذي نحيا فيه ليل نهار. غضبي وثورتي على الناشر وتمزيق المخطوطة أمامه وخروجي من جحيمه إلى الأبد والدوخة بالمجموعة القصصية على غيره من الناشرين. (6)
مشروعات أخرى تستغرقني بينما تغرقني دوامة النسخ والتصحيح والعجز الدائم عن مواجهة الضروريات، اللجوء لتعليم الصبية والأطفال مبادئ القراءة والكتابة والحلم المستمر بمدينتي الفاضلة المستحيلة. (7)
فصول أخرى لم أستقر عليها واضطراري لترك البدروم بعد رفضي للزواج من صاحبته المعلمة الثرية التي أصرت على إبقاء العصمة بيدها ومواصلة حياتها ولهوها. (8)
الحب الأخير للقارئة الجميلة التي تعرفت علي في قاعة المطالعة بالدار ونسخت لها كراريس المحاضرات وأصلحت بحوثها ثم فوجئت بها يوما أمام الدار تعرفني على خطيبها الرقيع الرابض في سيارة فارهة أمام السلالم العتيقة والبوابين النوبيين الطيبين ... إلى آخره، إلى آخره.
طوى عبد الحق حزمة السيرة الذاتية التي لفتت نظره سطور أخرى على غلافها لم يكن قد انتبه إليها: مراجعة الأيام وزهرة العمر وحياتي والسبعون، البحث عن ترجمة اعترافات روسو ومذكرات جوته اللذين سمعت اسمهما لأول مرة من عبد البصير، ثم هذه الملاحظة وتحتها خطوط سوداء كثيرة: لا بد من تعلم لغة أجنبية، المعاهد الخاصة نفقاتها باهظة ... وبعد أن استراح قليلا ومسح زجاج نظارته ونادى عبثا على عبد العاطي مد يده مرة أخرى إلى حزمة كتب عليها بخط نسخ أحمر جميل: مشروعات (وبين قوسين هاتان الكلمتان: فرعونية وإسلامية) أخذ يتابع المخططات التي تشبه السقالات المقامة فوق العمائر التي لم تكتمل جدرانها فبقيت كالهياكل العظمية المفتقرة للحم يكسوها: المجد لسيت: صياغة جديدة لأسطورة قديمة. كنوز رامسيتيت معالجة مسرحية، شعرية أو نثرية، للقصة البديعة التي قرأتها في كتاب «هيرودوت في مصر». الشقيقان المسكينان يضحكان على فرعون المستبد الخبيث وينتصران عليه ويخرجان سالمين من كمائنه وفخاخه. سقوط الشقيق الأصغر في الفخ واضطرار شقيقه لقطع رأسه حتى لا يتعرف الفرعون وجنوده على شخصيته وتسليم الملك في النهاية وتزويج أخيه من ابنته ثم هروب العريس من حفل الزفاف إلى قريته ليقف إلى الأبد في صف الشعب ويساعده على التخلص من الحاكم المستبد ويسلم كنوزه للناس. «الحمار الفصيح»: إعادة كتابة القصة المشهورة على لسان الحمار، الاستفادة من القصة القديمة ومن حمار الحكيم وحمار الكاتب الإسباني الذي غاب عني اسمه. «اعترافات الحلاج»: مشاهد نثرية في حوار.
شهيد النور: كتب منها ثلاثة مناظر والباقي يحتاج لمراجعة هياكل النور وبعض كتب التصوف، البحث في مكتبتي وفي المكتبات الخارجية عن اللمع ودوائر المعارف والرسالة القشيرية، أنوار الروح تذيب طبائع الاستبداد، الجلاد هو الصديق الحميم، والسيف هو النور.
آه يا سقراط، هل عرفت نفسك في النهاية؟ هل أعرف نفسي أنا أيضا؟ حوارات معه في شوارع أثينا وفي بيته مع زوجته الشرسة وأولاده وخصوصا في زنزانته قبل أن يتناول السم.
طبق عبد الحق الأوراق ووضع الحزمة في مكانها وهو حائر يسأل نفسه عن الحلاج والسهروردي المقتول والملك الفرعوني اللئيم وست الجبار الشرير وسقراط المظلوم، لم يكن قد سمع بهذه الأسماء ولا وقعت عينه عليها فيما قرأ ويقرأ منذ أن هجر الزجل أو هجره في أول أيام الشباب، ومد يده إلى حزمة كبيرة كتب عليها المختارات وتكدست أوراقها بقصائد وأبيات انتخبها الراقد تحت المفرش الأصفر بالقرب من الثلاجة من دواوين قديمة وحديثة لا حصر لها. لم تكن كلها أشعارا بل اندست بينها كذلك حكم وفقرات وعبارات متناثرة يبدو أنها حازت إعجابه ولم تقل شاعرية عن القصائد والأبيات المختارة، وقبل أن يتأهب لمتابعتها بشوق ولهفة تحيي جذوة شوقه ولهفته القديمة للشعر الذي تركه إلى الأبد، لفتت نظره على الغلاف هذه العبارات التي ربما يكون الشاعر قد أضافها حديثا: العدول عن هذه المختارات. أين هو الناشر؟ وماذا ستضيف إلى المختارات القديمة والحديثة؟ إعلان الحرب على القراءة النهمة، خصوصا على الشعر الذي هجرني وهجرته، لم يبق إلا أن أواجه الجدار الأخرس والقلم في يدي، أن أواجهه وأنتظر الطلقة التي ستمزق القلب أو الطعنة التي تخترق الظهر. لم يبق إلا ...
Halaman tidak diketahui