قالت: «جربه يا سيدي فيمن شئت، فأنا على يقين من النجاح.»
فرد القدح إليها وقال: «خذي ادهني المكان الذي تريدين، وأنا أضربه بسيفي هذا.» ووضع يده على سيف إلى جانبه.
فأخذت القدح من يده وهي تقول: «جرد سيفك.» ورفعت شعرها إلى أعلى رأسها وكشفت عن عنقها وأخذت من الدهن قليلا بطرف سبابتها وجعلت تمسح عنقها وأعلى صدرها. فلما فرغت جثت بين يديه وقالت: «اضرب بسيفك.»
فنهض واستل الحسام وقال: «أأضرب؟»
فأجابته وهي مطرقة: «اضرب.»
فراعه بياض عنقها، ورأى انكسارها وجرأتها، فأبت رجولته أن يضرب بكف لم يخنها الحسام قط عنق امرأة عزلاء، فتراجع وقال: «ارجعي إلى رشدك أرى رأسك مقطوعا لا محالة.»
قالت: «لا تخف اضرب. إن السيف سينبو بكفك ...»
فغضب وقال: «ينبو بكفي؟» ورفع يده وهم بها وإذا بصوت يناديه من الخارج: «لا تفعل يا مولاي.» وسمع وقع أقدام، فالتفت، فرأى سمعان داخلا مسرعا حتى حال بينه وبين دميانة، فقال أبو حرملة: «ما بالك؟»
قال: «ماذا تفعل يا مولاي؟»
قال: «أجرب عقارا اصطنعته هذه القبطية، تقول إنه يمنع أثر وقع السيف، وأكدت لي ذلك حتى طلبت أن أجربه في عنقها.»
Halaman tidak diketahui