Mimpi Dari Bapa: Kisah Mengenai Bangsa dan Warisan
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Genre-genre
وعلى الجانب الآخر من الطريق السريع، إلى الشرق، يوجد مقلب نفايات بحيرة كالوميت الذي يعتبر هو الأكبر من نوعه في الغرب الأوسط.
وإلى الشمال وبمجرد عبور الشارع مباشرة، يوجد مصنع «ميتروبوليتان سانيتاري ديستريكت» لمعالجة مياه الصرف الصحي بالحي. لم يكن سكان مشروع ألتجيلد يرونه أو يرون الأوعية الضخمة المفتوحة التي كانت تستخدم لمعالجة السوائل والتي كانت ممتدة على مساحة تقترب من الميل كجزء من مشروعات التجميل الحديثة؛ إذ أقام الحي جدارا مرتفعا أمام المصنع مبعثر حوله عدد كبير من الشجيرات التي زرعت على عجل والتي رفضت أن تنمو شهرا تلو الآخر، فكانت تشبه الشعيرات المبعثرة على رأس رجل أصلع. على أن المسئولين ظلوا مكتوفي الأيدي أمام الرائحة العفنة المركزة التي كانت تختلف حدتها طبقا لدرجة الحرارة واتجاه الرياح، وكانت تتسرب من النوافذ مهما كان إغلاقها محكما.
روائح نتنة، ومواد سامة، وأرض خواء، ومنطقة غير مأهولة بالسكان. فقد استقبلت الأميال المربعة المحيطة بمشروع ألتجيلد لقرابة قرن مخلفات أعداد هائلة من المصانع، وهذا هو الثمن الذي دفعه الناس مقابل وظائفهم ذات الأجر المرتفع. والآن بعد أن فقدت هذه الوظائف، وغادر الناس الذين كان بإمكانهم الحصول عليها، أصبح من الطبيعي استخدام هذه الأرض كمقلب للنفايات.
استخدمت الأرض كمقلب للنفايات، وكمكان لإقامة السود الفقراء. ربما كان مشروع ألتجيلد يتميز عن المشاريع الأخرى في المدينة بانعزاله الطبيعي إلا إنه كان يشترك معها في تاريخ واحد؛ فجميعها يعبر عن أحلام الإصلاحيين لبناء مجمعات سكنية لائقة للفقراء، والأساليب السياسية التي عملت على تركيز هذه التجمعات بحيث تكون بعيدة عن أحياء البيض ومنعت العائلات العاملة من العيش هناك، واستخدام هيئة الإسكان بشيكاغو كمقر للمحسوبيات، وسوء الإدارة المترتبة على كل ذلك الإهمال. لم يكن هذا المشروع على درجة السوء نفسها التي اتصفت بها مشاريع الإسكان شاهقة الارتفاع بشيكاغو أمثال مشروع روبرت تيلورز أو مشروع كابريني جرينز التي يجد المرء فيها بيت الدرج وهو أسود كالفحم، والأروقة المتسخة بالبول، وتحدث فيها حوادث إطلاق النار على نحو عشوائي. أما مشروع ألتجيلد فإن معدل إشغال الشقق فيه ظل مستقرا عند نسبة 90٪، وإذا سنحت لك فرصة دخول إحدى شقق هذا المشروع فستجدها في أغلب الأحوال نظيفة ومرتبة، بل ستجد أيضا بعض اللمسات التي تعبر عن فكرة الحنين للوطن مثل القماش المزركش الموضوع لكي يغطي أقمشة التنجيد الممزقة، وكذلك نتيجة الحائط القديمة التي ظلت في مكانها بسبب مناظر الشاطئ الاستوائي الموجودة عليها.
في ذلك الحين بدا كل شيء خاص بالجاردنز في حالة سيئة باستمرار. أسقف انهارت المواد التي تغطيها. ومواسير منفجرة. ومراحيض مسدودة. وآثار موحلة لإطارات السيارات التي ميزت المروج السمراء القاحلة التي تتناثر فيها أصص الزهور الفارغة والمكسورة والمائلة والتي تكاد تكون مدفونة في الأرض. وقد توقف المسئولون عن الصيانة في هيئة الإسكان بشيكاغو عن مجرد حتى التظاهر بأن الإصلاحات ستدخل حيز التنفيذ في القريب العاجل. لذا فإن معظم الأطفال في ألتجيلد ترعرعوا دون مجرد رؤية أية حديقة. كانوا أطفالا لم يستطيعوا رؤية شيء سوى استنفاد كل ما حولهم، وأدركوا أن هناك نوعا من المتعة في الإسراع في تخريب الأشياء.
توجهت إلى ألتجيلد من شارع 131 ثم توقفت أمام كنيسة «أور ليدي أوف ذا جاردنز» التي كانت بناء من الطوب يقع في مؤخرة المشروع. ذهبت إلى هناك لمقابلة بعض قادتنا الرئيسيين للتحدث معهم بشأن المشكلات التي تواجه عملنا التنظيمي، وكيف يمكننا إعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي مرة أخرى. لكنني عندما أوقفت محرك السيارة وشرعت في أخذ حقيبة يدي، حدث شيء أوقفني فجأة. ولعله كان المنظر الذي رأيته؛ فقد كان لون السماء رماديا خانقا. أغمضت عيني، واتكأت برأسي على مقعد السيارة وشعرت بأنني المساعد الأول لربان سفينة مشرفة على الغرق.
مضى أكثر من شهرين على اجتماع الشرطة العديم الفائدة، والأمور قد ازدادت سوءا. إذ لم يحدث في هذه الفترة أي اعتصامات أو مظاهرات أو إنشاد أغان عن الحرية. بل كانت هناك سلسلة من الأخطاء وسوء الفهم والاستياء والتوتر. وكان جزء من المشكلة يرجع إلى قاعدتنا التي - على الأقل في المدينة - لم تكن كبيرة على الإطلاق؛ فلم تكن هناك سوى ثماني أبرشيات كاثوليكية تتوزع على بعض الأحياء، وكان رعايا الكنيسة كلهم من ذوي البشرة السوداء إلا أن القساوسة كانوا من البيض. كان هؤلاء القساوسة منطوين على أنفسهم ومعزولين عن المجتمع، وكان معظمهم من أصل بولندي أو أيرلندي، وقد التحقوا بالمدرسة اللاهوتية للتدريب على عمل القساوسة في ستينيات القرن العشرين بنية خدمة الفقراء ومداواة جرح المعاناة العنصرية، لكنهم كانوا يفتقرون إلى حماسة أسلافهم المبشرين؛ كانوا أطيب قلبا ولعلهم كانوا رجالا أفضل، لكنهم كانوا أيضا أكثر حمقا فيما يتعلق بما يستجد عليهم من أمور. رأى هؤلاء الرجال بالفعل أن مواعظ الأخوة والمودة التي يلقونها يداس عليها بأقدام البيض المذعورين، ووجدوا أن مساعيهم لتعيين أعضاء جدد قوبلت بشكوك ذوي الوجوه السوداء - غالبا المعمدانيين والميثوديين والخمسينيين - الذين يحيطون كنائسهم الآن. أقنعهم مارتي بأن التنظيم سيقضي على هذه العزلة، وأنه لن يوقف انحدار مستوى الأحياء إلى الأسوأ فقط بل سيمد أبرشياتهم بالطاقة من جديد ويجدد أرواحهم. ومع ذلك فقد كان هذا الأمل ضعيفا، وعندما التقيت بهم كانوا قد استسلموا بالفعل لشعورهم بخيبة الأمل .
قال لي أحد القساوسة: «الحقيقة أن معظمنا هنا يسعى إلى الرحيل عن المنطقة.» وتابع: «السبب الوحيد وراء بقائي هو عدم رغبة أحد في أن يحل محلي.»
كانت الروح المعنوية أكثر انخفاضا بين العامة، أي الطبقة السوداء مثل أنجيلا وشيرلي ومنى، السيدات الثلاث اللاتي قابلتهن يوم الاجتماع الحاشد واللاتي كن مفعمات بالحيوية وخفيفات الظل، واللاتي استطعن إلى حد ما - دون وجود زوج يساعدهن - تربية أبناء وبنات، وإيجاد الوقت الكافي للعمل في وظائف بدوام جزئي وفي مشروعات صغيرة، وتنظيم فرق كشافة للبنات وعروض أزياء ومعسكرات صيف للأطفال الذين يذهبون إلى الكنيسة كل يوم. وما دام أي من هؤلاء السيدات لا تعيش في ألتجيلد - إذ كن يملكن منازل صغيرة غرب المشروع مباشرة - سألتهن في إحدى المرات عما دفعهن لهذا النشاط، وقبل أن أنهي سؤالي دارت أعينهن داخل محاجرها.
قالت أنجيلا لشيرلي: «انتبهي جيدا يا فتاة من باراك» فضحكت منى ضحكة خافتة. وتابعت أنجيلا: «يبدو أن باراك يوشك أن يجري معك مقابلة. هذا ما يرتسم على وجهه».
Halaman tidak diketahui