Mimpi Dari Bapa: Kisah Mengenai Bangsa dan Warisan

Barack Obama d. 1450 AH
60

Mimpi Dari Bapa: Kisah Mengenai Bangsa dan Warisan

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Genre-genre

لم أستطع بكل تأكيد إلقاء اللوم عليهم لشعورهم بالشك. فالآن بفضل إدراكي المتأخر للأمور أستطيع تحديد منطق معين لاتخاذي هذا القرار، وتوضيح كيف كان قراري - لأن أصبح منظما - جزءا من القصة الكبرى التي تبدأ بوالدي ووالده من قبله، وأمي ووالديها، وذكرياتي عن إندونيسيا بمتسوليها وفلاحيها، وخضوع لولو أمام القوة، مرورا براي وفرانك وماركوس وريجينا، وانتهاء بانتقالي للعيش في نيويورك ووفاة والدي. بالإضافة إلى ذلك باستطاعتي أن أرى أن اختياراتي لم تكن أبدا لي وحدي، وأن هذا الأمر بعينه هو الذي كان من المفترض أن يحدث لأنني لو كنت تصرفت عكس ذلك للهثت خلف نمط من الحرية يرثى له.

لكن إدراكي هذا لم يأتني إلا فيما بعد. وعند اقتراب تخرجي في الجامعة كانت دوافعي هي التي تحركني بصفة أساسية، تماما مثل سمكة السلمون التي تسبح بتهور ضد التيار لتصل لمبتغاها عند مواضع تكاثرها. وكنت أخبئ دوافعي هذه في المحاضرات والندوات المختلفة وراء الشعارات والنظريات التي اكتشفتها في الكتب، معتقدا - خطأ - أن هذه الشعارات لها مغزى وأنها جعلت شعوري السابق، إلى حد ما، قابلا للإثبات بالدليل. وعلى النقيض من ذلك فإنني ليلا كنت أنحي هذه الشعارات جانبا وأنا مستلق على الفراش لتحل محلها سلسلة متتابعة من الصور الرومانسية لماض لم أعرفه من قبل.

كانت هذه الصور لحركة الحقوق المدنية، وفي الأغلب لمشاهد من الأفلام الأبيض والأسود غير الواضحة التي كانت تعرض في شهر فبراير من كل عام خلال شهر التاريخ الأفريقي القومي، وهي الصور نفسها التي كانت أمي ترسمها لي عندما كنت طفلا. وصورة اثنين من زملاء الجامعة من ذوي الشعر القصير والقامات المستقيمة وهما يطلبان الطعام في المطاعم ويوشكان أن يحدثا شغبا. وصورة العاملين في لجنة تنسيق تحالفات الطلاب غير العنيفة وهم واقفون عند مدخل أحد المباني عند بقعة راكدة في نهر الميسيسيبي، محاولين إقناع عائلة من المزارعين المستأجرين بتسجيل أسمائهم حتى يمكنهم الإدلاء بأصواتهم الانتخابية. وأخيرا صورة الإصلاحيات المكتظة بأطفال متشابكي الأيدي ينشدون أغاني الحرية.

أصبحت هذه الصور تلازمني طوال الوقت، فترفع من روحي المعنوية، وتشبع رغباتي بطريقة لا يمكن للكلمات أن تحاكيها. وكانت هذه الصور تخبرني أنني لم أكن بمفردي في هذا الكفاح (ومع أن فهم هذا الأمر يمكن أن يكون قد تراءى لي فيما بعد فلم يكن صحيحا مائة في المائة) وأن المجتمعات لم تكن أبدا حقيقة مسلما بها في هذا البلد، على الأقل للسود. فالمجتمعات لا بد من أن تنشأ، ويحارب من أجلها، وأن يعتنى بها كما يعتني المرء ببستانه. فهي تتوسع أو تنكمش طبقا لأحلام رجالها، وفي حركة الحقوق المدنية كانت هذه الأحلام كبيرة. أما في حالات الاعتصام والمظاهرات واعتراضات السجناء فكنت أرى أن المجتمع الأفروأمريكي أصبح أكثر من مجرد مكان ولدت فيه أو منزلا ترعرعت بين جدرانه. وعن طريق العمل التنظيمي والتضحية المشتركة أمكن الحصول على العضوية؛ ولهذا السبب (لأن هذا المجتمع الذي تخيلته كان لا يزال في مرحلة الإعداد وكان مؤسسا على الوعد بأن المجتمع الأمريكي الأكبر - الأسود والأبيض والأسمر - يمكنه إلى حد ما إعادة تعريف نفسه)، آمنت بأن هذا المجتمع مع الوقت ربما يعترف بأن حياتي ذات طبيعة متفردة.

كانت تلك هي فكرتي عن التنظيم، وكانت وعدا بالإصلاح.

ولذا فإنني في الشهور التي سبقت تخرجي، أرسلت خطابات لكل منظمة حقوق مدنية خطرت ببالي، ولكل مسئول أسود منتخب في الدولة يعمل طبقا لبرنامج عمل تقدمي، ولمجالس الأحياء وجماعات حقوق المستأجرين . وعندما لم ترد علي أية جهة لم يحبطني هذا ولم يثبط همتي. فقررت أن أبحث عن عمل تقليدي لمدة عام لسداد قروضي الدراسية وتوفير بعض الأموال القليلة. وكنت أقول لنفسي إنني سأحتاج إلى النقود فيما بعد. حيث إن المنظمين لم يكن باستطاعتهم توفير أي أموال وكان فقرهم دليلا على استقامتهم والتزامهم بالمبادئ الأخلاقية.

في النهاية وافق مكتب استشاري يقدم خدماته للشركات المتعددة الجنسيات على تعييني مساعد أبحاث. كنت في هذه الوظيفة - تماما كجاسوس خلف صفوف الأعداء - أصل يوميا إلى مكتبي في وسط مانهاتن، وأجلس أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بي، وأراجع الآلة التي تنقل الأخبار التي تبثها وكالة «رويترز» وهي تومض برسائل تأتي من كل أنحاء العالم ذات لون أخضر زمردي. وعلى حد معلوماتي كنت الرجل الأسود الوحيد في الشركة، ومع أنه كان سببا لشعوري بالخزي فإنه كان مدعاة للفخر لسكرتيرات الشركة. فهؤلاء السيدات السوداوات عاملنني وكأنني ابن لهن، وأخبرنني أنهن يتوقعن أن أدير الشركة يوما ما. وفي بعض الأحيان كنت أخبرهن بعد الغداء عن كل خططي التنظيمية الرائعة وكن يبتسمن ويقلن لي: «هذا عمل طيب يا باراك.» لكن النظرة التي كانت تملأ أعينهن كانت تخبرني سرا بشعورهن بالإحباط. لم يكن هناك سوى آيك - ضابط الأمن الأسود الفظ - هو الوحيد الذي كان دوما على استعداد ليأتي ويخبرني بكل صراحة أنني على خطأ. «تخطيط؟ تبدو هذه الكلمة وكأنها أمر من أمور السياسة نوعا ما، أليس كذلك؟ لماذا تريد أن تفعل شيئا كهذا؟»

حاولت أن أشرح آرائي السياسية، وأهمية تنظيم الفقراء، ورد الجميل للمجتمع. لكن آيك هز رأسه وقال: «إنني أتمنى يا سيد باراك ألا يكون لديك مانع في أن أسدي إليك نصيحة. إنك لست في حاجة إلى أن تسمعني الآن لكنني على أية حال سأسديها إليك. حاول أن تغض الطرف عن فكرة التنظيم هذه، واشرع في فعل شيء يجني لك بعض المال. واعلم أن كلامي هذا لا يعني أن تكون جشعا فأنت تفهمني. إنني أقصد أن تجني من المال ما يكفيك. إنني أخبرك بذلك لأنني أرى أنك تمتلك إمكانيات جيدة. فشاب مثلك يتمتع بصوت عذب من الطبيعي أن يكون واحدا من مذيعي التليفزيون أو موظفا في مجال المبيعات ... إن لي ابن أخ في عمرك تقريبا يعمل في هذا المجال ويجني أموالا كثيرة. وهذا بالفعل هو ما نحتاج إليه. فأنت لا تستطيع مساعدة القاعدة الشعبية في أن يصبحوا أكثر نظاما لأنهم لن يتمكنوا من فعل ذلك على الإطلاق، بالإضافة إلى أنهم لن يقدروا محاولاتك، حيث إن من يريدون فعل ذلك سيجدون بأنفسهم الطريق لفعل ذلك. كم يبلغ عمرك الآن على أية حال؟» «اثنان وعشرون.» «حاول أن تفهم كلامي. لا تضيع شبابك هباء يا سيد باراك. ذلك لأنك ستستيقظ في صباح أحد الأيام لتجد نفسك رجلا عجوزا مثلي وكل ما ستجنيه هو التعب والإرهاق دون تحقيق أي نتيجة.» •••

في الواقع لم أعر آيك الكثير من الانتباه آنذاك، وفكرت حينها أنه يشبه جدي إلى حد بعيد. ومع ذلك فقد شعرت بمرور الأشهر أن فكرة أن أصبح منظما بدأت تتبخر. وجاء الوقت الذي فيه ترقيت في الشركة إلى منصب كاتب مقالات اقتصادية، وكان لي مكتبي الخاص وسكرتارية خاصة، إلى جانب حساب في البنك به قدر من المال. وفي بعض الأحيان، عندما كنت أخرج من اجتماع مع رجال مال يابانيين أو متعاملين ألمان في السندات، كنت أنظر إلى نفسي في مرآة المصعد - وأنا أرتدي الحلة ورابطة العنق وأحمل حقيبة في يدي - وأتخيل نفسي للحظة رائدا من رواد الصناعة يلقي الأوامر بحسم شديد ويعقد الاتفاقيات، كان كل ذلك يحدث قبل أن أتذكر الشخص الذي كنت قد أخبرت نفسي من قبل بأنني أريد أن أكونه، وقبل أن أشعر بألم الشعور بالذنب لعدم قدرتي على اتخاذ قرارات حاسمة.

في أحد الأيام وأنا جالس على جهاز الكمبيوتر في المكتب لكتابة مقال حول مقايضات أسعار الفائدة، حدث شيء غير متوقع؛ هاتفتني أوما.

Halaman tidak diketahui