وحاولت أن تقول: ولكن ...
وقاطعها سباعي في لهجته العاتية التي أصبحت طبيعية عنده: انتهينا، لا مناقشة.
ونكست قدرية رأسها في استسلام. - أمرك.
ومر هذا النقاش على ذهن صلاح وكأنه لغة أخرى غير التي يعرفها؛ فهو لم يفهم من الحديث شيئا وكان يفكر أن يسأل، ولكنه حين رأى الطريقة التي ختم بها أبوه الحديث أخذه الرعب من ملامح أبيه ولهجته فنكس رأسه في استسلام، وراحت عيناه ترتفعان إلى أبيه مخالسة ثم ترتدان إلى أسفل كأنما يخشى أن يراه أبوه وهو يتجرأ على النظر إليه، ورمقه أبوه في حاله هذه فحاول أن يزيل ما علق بنفسه من آثار الحديث. - وماذا يدرس لك عمك ياسين؟ - القرآن. - القرآن؟ - نعم؛ فأنا أحفظ الفاتحة وأحفظ الكثير من السور.
ونظر سباعي إلى زوجته وسألها: هل يدرسون لهم القرآن في المدرسة؟
وقبل أن تجيب أجاب صلاح: لا، ولكن عمي ياسين يدرس لنا القرآن مع دروس المدرسة.
ولم يجد سباعي شيئا يعلق به إلا أن يقول: ما رأيك أن تذهب إلى الإسكندرية؟ - أنا لا أعرفها. - سنعرفها معا. - هل ستبقى معنا هناك؟ - أطل عليكم كما أفعل هنا، هيه ما رأيك؟ - أريد أن أذهب إلى البلدة.
وحسم سباعي الموقف: ستذهب إلى الإسكندرية.
وفي الصباح توجه سباعي إلى الإسكندرية، وحين نزل من القطار سأل عن فندق وذهب إلى فندق سيسيل.
وهناك طلب من إدارة الفندق أن تدله على سمسار شقق وبدأه: أريد شقة. - للمصيف؟ - طبعا. - تقصد مفروشة؟
Halaman tidak diketahui