بسم الله الرحمن الرحيم
وبه العَوْنُ والتَّوْفِيق (^١)
الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، الرحمَنِ الرحِيم، مَلِكِ يوم الدِّين، الذي خَلَق الإنسانَ مِن طِين، وجعل نَسْلَه مِن سُلالةٍ مِن مَاءٍ مَهِين، ثم سوَّاه ونَفَخَ فيه مِن رُوحِه، وجَعَل لهُم السَّمعَ والأبْصَارَ والأفْئِدَةَ، وبَعَثَ فيهم الرُّسُلَ والأَئِمَّةَ مُبَشِّرينَ بالجَنة مَن أَطَاع اللهَ، ومُنْذِرينَ بالنَّار مَنْ عَصَى الله، وخَصَّنا بالنَّبيِّ المُصْطَفَى، والرسولِ المُجْتَبى: أبي القَاسِم، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ ... عَبْدِ المُطَّلِب صَلَّى اللهُ عَليه وعَلَى آلِه، الذين هَدَاهُم اللهُ واصْطَفَاهُم مِن بَنِي هَاشِم والمُطَّلِب، أَرْسَلَه بالحَقِّ إلى مَن جَعَلَه مِن أَهْل التَّكْلِيف مِن كَافَّة الخَلْق، بَشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا، وأنزلَ معه كِتابًا عزيزًا، ونُورًا مُبينًا، وتَبْصِرةً وبَيانًا، وحِكمةً وبُرهانًا، ورَحمةً وشِفاءً، ومَوْعِظةً وذِكرًا، فَنَقَل به -مَن أَنعَم عليه بتوفيقه- مِنَ الكُفر والضَّلالة إلى الرُّشْد والهِدَايَة، وبَيَّن فيه ما أَحَلَّ وما حَرَّم، وما حَمِدَ وما ذَمَّ، وما يَكون عِبادَةً وما يكون معصيةً، نَصًّا أو دِلالَةً، ووَعَد وأَوْعَد، وبَشَّر وأَنذر، وَوضَعَ رسولَه ﷺ مِن (^٢)
دِينِه مَوضِعَ الإبَانَة عنه، وحِينَ قَبَضهُ إليه (^٣) قَيَّضَ في أُمَّتِه جَمَاعَةً
_________
(^١) قوله: (وبه العون والتوفيق)، ليس في «د» وفي «ط» (وبه العون).
(^٢) في «م»: (في) ..
(^٣) في «ط»: (الله)، والمثبت من «م»، و«د».
1 / 59