نزل ثلاثتهم، ودجالي تصاحبهم، مسرعين على درجات سلم البرج، ثم خرجوا إلى فناء الكنيسة. عادوا عبر الأزقة حتى وصلوا إلى الماء حيث كان هناك قارب صغير في انتظارهم.
وعندما بدءوا يجدفون مبتعدين، لم يستطع بيير كبح انفعاله، فقال: «لقد نجونا! أنت بأمان!» أما الرجل الذي كان يرتدي العباءة، وهو في الواقع كلود فرولو، فلم ينطق.
نظرت إزميرالدا إليه، فأخافها عبوسه، وعباءته السوداء. لم تعرف أنه القس. أخذ يجدف دون أن ينبس ببنت شفة. أما بيير فكان يتحدث بسعادة أثناء تحرك القارب في النهر.
ارتطم القارب عند وصوله إلى الشاطئ، ومد الرجل ذو العباءة يده لإزميرالدا ليساعدها في الخروج من القارب، لكنها لم تمسك بها. ثمة شيء بشأنه جعلها تشعر شعورا قويا بعدم الارتياح.
كان بيير على الشاطئ بالفعل مع دجالي.
فكر بيير: «لا يمكنني إنقاذ كليهما، ستكون بخير مع كلود فرولو. أما أنا، فسأمضي في طريقي.» وهذا ما فعله بالفعل؛ أمسك دجالي من طوقها وفر بعيدا.
وعندما خرجت إزميرالدا من القارب، لاحظت أن دجالي وبيير قد اختفيا. كانت وحدها مع الرجل الغريب! ارتجفت عندما أمسك بيدها، وسحبها خلفه. سار الاثنان حتى وصلا إلى ميدان بلاس دي جريف.
وقف الرجل أمام عمود التشهير، ورفع قلنسوة عباءته ليكشف عن وجهه، وقال: «سيضعونك هنا إذا قبضوا عليك. سأترك لك الاختيار: إما أن تأتي معي وتكوني في أمان، وسوف أحبك، أو أن تعاني الذل هنا لأيام.»
صاحت إزميرالدا: «كنت أعلم أنه أنت! أبدا! لن أذهب معك أبدا؛ فأنت رجل بشع!» وصرخت في وجهه: «سأظل أحب فيبس دائما ... فيبس وحده.»
قال وهو يجري في ظلام الليل: «إذن، لن يمكنني مساعدتك بعد الآن. أيتها العجوز الشمطاء، ها هي الغجرية! فلتنالي ثأرك!»
Halaman tidak diketahui