صاح بيير: «يا إلهي! الجو بارد حقا!»
كان الوحل في قناة تصريف المياه يسحب الحرارة من جسمه بسرعة هائلة. وما إن صارت لدى بيير قناعة بأنه سيظل عالقا في الوحل لأيام حتى وصلت مجموعة من المراهقين إليه. كان معهم مرتبة قديمة من القش أشعلوا بها النار ليدفئوا أنفسهم. قذفوا بها في قناة تصريف المياه لتسقط فوق بيير بالضبط. وعندما تمكن من استجماع ما يكفي من قوته ليقف، كانت ألسنة النار على بعد سنتيمترات من وجهه.
صاح أحد الصبية: «إنه شبح قناة تصريف المياه.» صرخ بيير وركض في أحد الاتجاهات، وركض الصبية في الاتجاه الآخر.
سأل بيير نفسه عندما هدأ: «ما الذي تهرب منه، أيها الأبله؟ كان هؤلاء الصبية خائفين منك على قدر خوفك منهم.»
نظرا للألم الذي أصاب ساقيه من جراء الجري حاول بيير العودة إلى المرتبة، معتقدا أنها ستكون دافئة على الأقل. كان لا يعلم في أي الاتجاهات يجب أن يسير، فأخذ يدور حتى رأى أخيرا ضوءا في نهاية الشارع. وعندما نظر حوله تمكن من رؤية ما بدا له أناسا من كل الأشكال والأحجام يسيرون نحو الضوء.
وما إن اعتادت عيناه على الضوء حتى رأى رجلا ساقاه مبتورتان ويسير على يديه.
قال الرجل أثناء سيره بجانب الشاعر: «هل لي في حسنة يا سيدي؟ طابت ليلتك!» مر شخص آخر بجانب بيير. كان هذه المرة رجلا بذراع واحدة يسير على عكاز. حاول بيير التنحي جانبا حتى يتمكن الرجلان من السير بسهولة، لكن اعترض آخر سبيله، وكان رجلا ضريرا بلحية بيضاء طويلة. مد كل من هؤلاء المتسولين يده لبيير طالبا عملة معدنية، لكن الشاعر لم يكن لديه أي نقود ليعطيهم إياها. نكس بيير رأسه وبدأ يسير مبتعدا.
لكن الرجال المشوهين الثلاثة بدءوا يسيرون خلفه؛ إذا أسرع أسرعوا، وإذا أبطأ أبطئوا. وسرعان ما صارت هناك مسيرة كاملة من العاجزين والمجذومين وغيرهم من المتسولين الآخرين يسيرون معه. وأخيرا، بعد أن حاول الرجوع وشق طريقه بين الجموع، وصل إلى ميدان.
سأل بيير: «أين أنا؟»
أجابه أحد المتسولين: «إنها زاوية المعجزات.»
Halaman tidak diketahui