الفلاح واللص
ذهب فلاح كان قد شرع في إنشاء مزرعة صغيرة إلى السوق، واشترى بقرة ومدلجة،
1
وفي أثناء عودته، سطا عليه لص لئيم، وجرده من كل ما كان معه.
وأخذ الفلاح المسكين يستعطفه، ويسترحمه، بكل ما حضره من العبارات المؤثرة، راجيا أن يرق له قلبه، وقال له: «ارحمني يرحمك الله، أيها الرفيق! فإني قد كددت وكدحت حولا كاملا حتى تمكنت بعرق جبيني من جمع ما اشتريت به هذه البقرة، وكم كنت أعلل نفسي بهذا اليوم المؤمل الذي أجد نفسي فيه صاحب بقرة في مزرعة صغيرة، والآن، إن أنت حرمتني إياها فإنك تهدم كل ما بنيته من الآمال، فتكسر قلبي و...»
فقال اللص مقاطعا، وقد بدا عليه التأثر: لا تجزع أيها الرفيق الطيب القلب، ولا تحسبني من اللصوص قساة القلوب الذين لا يرحمون ضحاياهم المساكين أمثالك! فهاك السطل فخذه فلا حاجة لي به؛ لأني سأبيع البقرة عند أول فرصة بعدما أتركك، فاذهب في سبيلك، وادع لي بالتوفيق والستر، وعليك السلام.
الأفعى الشريرة
اختبأت الأفعى في كومة حطب، وأخذت تتذمر وتجدف على ربها، وتشكو قسوة العالم وشره، وكانت عيناها تقدحان شرر الكره والبغض والحقد، المنبعث من طبيعتها الشريرة، فتراه منعكسا على كل ما يقع عليه نظرها.
وفيما هي كذلك؛ إذ مر بقرب مكمنها حمل وديع لعوب، ولم يفطن لما خبأه له القدر، إلا عندما أحس بأنياب الحية الخبيثة تنهش رقبته.
فأن المسكين من شدة الألم، وصرخ قائلا: «ما ذنبي حتى يقسو علي قلبك هكذا؟»
Halaman tidak diketahui