ولما هدأت سورة الفرح أقعى
4
أمامها، وبدأ يفحصها ويجربها على عينيه برزانة وعلى مهل وتؤدة، إلى أن لاحت له بوادر خيبة أمله، فأخذ يقلبها بين يديه بحركة عصبية، أخذت تشتد وتتفاقم؛ حتى بلغت درجة الهياج (النرفزة)
5
عندما وضعها على أنفه في عدة أوضاع ومواضع، وعلى جبينه، كما يفعل بعض أبناء آدم من المتقدمين في السن، وبعدما رفعها وخفضها، ولحسها بلسانه، ونفخ فيها بفمه، ومسحها بشعر جسده دون فائدة، ثار ثائره، وفار فائره، وفي حميا غضبه زعق، وقال: «ما أسخف عقل هؤلاء الآدميين، وما أحمقهم؛ لأنهم يستعملون أشياء سخيفة كهذه لا فائدة لها.»
ثم أمسك بحجر كبير، ونزل عليها خبطا ودقا حتى هشمها تهشيما، وسحقها سحقا.
ولما هدأ غضبه، سكت لحظة، ثم هز رأسه، شأن الفيلسوف المتردد، وقال بصوت حزين: «ومن يعلم؟ فلعل عقلي أنا هو السخيف؟»
حاميها حراميها
يحكى
1
Halaman tidak diketahui