إنك لا تعرفينه، إن أمثال هذا الرجل لا يثورون ولا يحتقرون؛ لأنهم يرون الحق في جانبهم أبدا، فلا تتزعزع ثقتهم بأنفسهم، وليتك تنظرين إلى زوجي حين يفيق من رقاده، فإنك لتلمحين على سيمائه التصميم على إعلان حقوقه طوال النهار، فهو يفرض حقه على الخدم، وعلى الخيل، وعلى الكلاب، ولا يمكن أن يرتكب خطأ في أي أمر كان مع أي كان، وما سمعته مرة يتحدث إلا وهو يسرد قصة يكون غيره فيها المخطئ وهو المصيب.
بولين :
ولكنه إذا وقف أمامك يصبح الحق في جانبك على ما أرى.
إرين :
أنسيت حقوق الزوج؟! إنه يلوح بها أبدا لفصل الخطاب بيني وبينه، فإذا هو المصيب وأنا المخطئة.
بولين :
اسمعي يا إرين، لقد كنت أنا الساعية في زواجك، كما سعت أمي فزوجتني من قبل، وليس زوجي بأفضل من زوجك؛ فهما فرسا رهان، لكل منهما ثروة طائلة، ولكل منهما ما تجني الثروة على أصحابها من الكسل والجمود، لقد قذف الآباء الطامعون المجاهدون في سبيل المال إلى الوجود بأمثال هؤلاء الأزواج الذين لا يخطر الزواج على بالهم إلا بعد أن تتحجر قلوبهم وتتعرى رءوسهم، فيهرعون حينئذ إلى الأديرة ليختطفوا من مقاعدها فتيات الجمال والمال. تلك هي طريقة الزواج في هذا الزمان، وليس لنا أن نبدلها. لقد اعترفت بالأمر الواقع؛ لذلك ترينني على أتم وفاق مع زوجي؛ لأن حبنا متشابه متبادل، ولا خيار في الواجب.
إرين :
إذن، أنت في عداد الزوجات اللواتي لا يتمسكن بأزواجهن إلا بقدر تمسك هؤلاء الأزواج بهن؟!
بولين :
Halaman tidak diketahui