لعلها أول مرة تعيرني اهتماما، فجلست، على حين قال طارق ضاحكا: سيكون هذا المؤلف تراجيديا.
فتمتم أبي ساخرا: إنه مريض بداء الفضيلة!
فقالت تحية وهي ترشف من قدحها رشفة: جميل أن يوجد في زماننا هذا فاضل.
فقال أبي: بصره ضعيف كما ترين، فهو لا يرى ما حوله.
فقالت تحية: دعوه في جنته، إني أحب الفضيلة أيضا!
فقال طارق ضاحكا: فضيلتك من النوع الضاحك المقبول.
فقالت تحية: إنه وسيم مثل أمه ... قوي كأبيه ... يجب أن يكون دون جوان.
فقال أبي ساخرا: انظري إلى نظارته؛ عيبه أنه لا يرى.
ولما ذهبوا فاض قلبي بالغضب والافتتان، نشط خيالي ليهدم ويعيد البناء؛ ما تحية إلا صورة من أمي، بل هي أفضل. عندما اعترضت سبيلي مستني فحركت حلما جديدا. عندما تذكرت مسها لي وأنا وحيد، انبثقت من سعير نفسي فكرة؛ هذه الدار العتيقة التي بناها جدي بعرق جبينه، وكيف تحولت إلى ماخور؛ هذه هي الفكرة، لا دليل لدي على نجاحها إلا ارتعاشة الفرح التي خامرتني. هل تصلح أساسا لمسرحية؟ وهل تقوم مسرحية بلا حب؟ •••
سمعت على الباب نقرا خفيفا، فتحته فرأيت تحية؛ ماذا جاء بها قبل ميعاد مجلس الشاي؟ دخلت وهي تقول: الجميع نيام إلا أنت.
Halaman tidak diketahui