ضحكت مرة أخرى. - لا أنتمي إلا للحياة ... أنا وكرم يونس توءمان روحيان ... يقال: إنه مدين في نشأته إلى أم عاهرة ... حسن، لقد نشأت أنا في أسرة، فكيف تفسر تماثلنا؟ ... هذا يعني أن الموهبة لا تتأثر بالبيئة! كلانا يحتقر الحياة المحترمة ... الحق أن ما يفرق بيننا وبين الآخرين هو أننا صادقون، أما الآخرون فمنافقون.
تساءلت أم هاني: هل ستكتب هذا الهذيان؟
فقلت متحديا: فؤاد نفسه من حزبنا!
فتمتم في مرح: يا لك من وغد ... ولكن ألا تؤمن بوجود أخيار بكل معنى الكلمة؟ - طبعا، مثل الأستاذ عباس مؤلف «أفراح القبة» ... إنه مثالي كما تعلم؛ لذلك زج بوالديه في السجن، وقتل زوجه وابنه!
سألته أم هاني: ماذا ستكتب؟
فقال وهو يتجه بنا نحو سيارته الفيات: لست مجنونا مثله.
غادرنا السيارة أمام الحارة بالقلعة، منعه من الدخول طفح المجاري، سرنا على طوار متآكل، ونشوتنا تخمد تحت وطأة الرائحة الكريهة! هل يتواصل النجاح ويتغير الحال؟ هل أتحرر من هذه الحارة الكئيبة، وهذه المرأة الخمسينية التي تزن مائة كيلو؟!
أنا وتحية نغادر البيت القديم بسوق الزلط، في طريقنا إلى المسرح. حبكت معطفها الأسود حول جسمها الناضج، واخترقنا موجة من البرد في عتمة المساء. يخطر لي أن جسمها معد للفراش لا للمسرح، وأننا في خيبة الموهبة سواء. قلت لها: ونحن نحتسي الشاي، ضبطت الولد يختلس إليك نظرة جائعة. - عباس؟ ... إنه مراهق! - سيعمل ذات يوم قوادا ماهرا. - إنه مؤدب ، متبرئ من بيته! - ابن كرم وحليمة، وفي هذا العصر العجيب؛ ماذا تنتظرين؟
الآن أدرك أنني لم أفطن إلى ما كان يدور في نفسها. •••
يقول لي سرحان الهلالي ضاحكا: ما تصورتك قط في صورة عاشق حزين. - وهل تصورت ذات يوم أننا نعبر القنال وننتصر؟ - إنها مثلك في الفقر. - حدثها ... أرجوك. - يا مجنون ... لقد قررت هجر المسرح ... إنه سحر الزواج. - يا للشيطان ... إني أكاد أجن! - إنه الغضب ليس إلا ... - صدقني. - البرمجي لا يحتمل الهزيمة. - ليس الأمر كذلك. - بل هذا هو كل شيء ... ارجع من فورك إلى أم هاني؛ لأنك لن تجد من يقرضك.
Halaman tidak diketahui