Cahaya Atas Sunnah Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Genre-genre
جميع كتب الحديث بلا استثناء . وستعرف من تاريخ البخاري أنه ممن كانوا يروون بالمعنى - ويراجع فصل " موقف النحاة من كتب الحديث " في موضعه من هذا الكتاب . ضرر رواية الحديث بالمعنى لما كانت أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جاء نقلها بالمعنى - كما بينا من قبل - وأنهم قد أباحوا لرواتها أن يزيدوا فيها ويختصروا منها ، وأن يقدموا ويؤخروا في ألفاظها - بله ما سوغوه من قبول الملحون منها - لما كان الامر قد جرى على ذلك فقد نشأ من أثر ذلك كله - ولا جرم وبخاصة بسبب نقل الحديث بالمعنى - ضرر عظيم . وقال العلامة الجزائري في كتابه " توجيه النظر " (1) . [ بعد البحث والتتبع تبين أن كثيرا ممن روى بالمعنى قد قصر في الاداء ولذلك قال بعضهم : ينبغي سد باب الرواية بالمعنى لئلا يتسلط من لا يحسن ممن يظن أنه يحسن ، كما وقع لكثير من الرواة قديما وحديثا . وقد نشأ عن الرواية بالمعنى ضرر عظيم حتى عد من جملة أسباب اختلاف الامة ، قال بعض المؤلفين (2) في ذلك في مقدمة كتابه : إن الخلاف قد عرض للامة من " ثمانية أوجه " ، وجميع وجوه الخلاف متولدة منها ، ومتفرعة عنها . " الاول " منها اشتراك الالفاظ واحتمالها للتأويلات الكثيرة ، " الثاني " الحقيقة والمجاز ، " الثالث " الافراد والتركيب ، " الرابع " الخصوص والعموم ، " الخامس " الرواية والنقل ، " السادس " الاجتهاد فيما لا نص فيه ، " السابع " الناسخ والمنسوخ ، " الثامن " الاباحة والتوسيع - وقال في باب الخلاف العارض من جهة الرواية والنقل : هذا الباب لا تتم الفائدة التي قصدناها منه إلا بمعرفة العلل التي تعرض للحديث فتحيل معناه ، فر بما أوهمت فيه معارضة بعضه لبعض ، وربما ولدت فيه إشكالا يحوج العلماء إلى طلب التأويل البعيد . ونحن نذكر العلل كم هي ؟
---
(1) ص 337 وما بعدها . (2) ظللنا نبحث عن هذا المؤلف حتى وجدنا أنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسى الاندلسي المتوفى سنة 521 ه وهذا الكلام في كتابه " الانصاف في التنبيه على الاسباب التى أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم " ، وقد طبع في مصر سنة 1319 مصححا بقلم الشيخ أحمد عمر المحمصانى الازهرى . أضواء على السنة المحمدية (*)
--- [ 98 ]
Halaman 97