Cahaya Atas Sunnah Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Genre-genre
حديث الصلاة في بني قريظة روى البخاري عن ابن عمر أن النبي قال يوم الاحزاب : لا يصلين أحد " العصر " إلا في بني قريظة ، فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم لا نصلى حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلى ، لم يرد منا ذلك ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم . قال ابن حجر في شرح هذا الحديث : كذا وقع في جميع النسخ عند البخاري ووقع في جميع النسخ عند مسلم " الظهر " مع اتفاق البخاري ومسلم على روايته عن شيخ واحد بإسناد واحد ، وقد وافق مسلما أبو يعلى وآخرون ، وكذا أخرجه ابن سعد ، وأما أصحاب المغازى فقد اتفقوا على أنها العصر . ثم قال ابن حجر بعد ذلك : إن البخاري كتبه من حفظه ولم يراع اللفظ كما عرف من مذهبه (1) في تجويز ذلك ، بخلاف مسلم فإنه يحافظ على اللفظ كثيرا ، ولم يجوز مثله لموافقة من وافق مسلما على لفظه بخلاف البخاري . وقد بلغ من أمرهم أنهم كانوا يروون الحديث بألفاظهم وأسانيدهم ثم يعزونه إلى كتب السنة . قال العراقي في شرح ألفيته : إن البيهقي في السنن والمعرفة والبغوى في شرح السنة وغيرهما ، يروون الحديث بألفاظهم وأسانيدهم ، ثم يعزونه إلى البخاري ومسلم مع إختلاف الالفاظ والمعاني ، فهم إنما يريدون أصل الحديث لا عزو ألفاظه اه .
---
(1) الذي قاله ابن حجر عن البخاري يؤيده ما رواه الخطيب البغدادي عن البخاري قال : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقيل له يا أبا عبد الله ، بكماله . قال : فسكت (ص 11 ج 2 من تاريخ الخطيب) . وقال : حيدر بن أبي جعفر والى بخارى : قال لي محمد بن إسماعيل يوما : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، بتمامه ؟ فسكت (ص 201 ج 2 هدى السارى مقدمة فتح الباري) . ويراجع الكلام عن كتاب البخاري بين كتب الحديث المشهورة في الفصل الذي عقدناه لذلك في كتابنا هذا . (*)
--- [ 93 ]
Halaman 92