Cahaya Atas Sunnah Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Genre-genre
لا يضع متن الحديث ولكن ربما وضع للمتن الضعيف إسنادا صحيحا مشهورا . ومنهم من يقلب الاسانيد أو يزيد فيها ويتعمد ذلك إما للاغراب على غيره ،
---
وبدأ العلماء يدخلون شيئا من التطور في نظام مرتب من الاعمال والعقائد يتواءم والاحوال الجديدة . فقد أصبح الاسلام بعد الفتوح العظيمة يبسط سيادته على مساحات شاسعة واستعير من الشعوب المغلوبة على أمرها آراء ولظم جديدة وتأثرت حياة المسلمين وأفكارهم حين ذاك في كثير من النواحى لا بالنصرانية والاسرائيلية وحدهما ، بل بالهلينية والزرادشتية والبوذية كذلك . وعلى أية حال فإن المسلمين التزموا أيما التزام المبدأ القائل : إن سنة النبي والسابقين الاولين في الاسلام هي وحدها التى يمكن أن تكون القانون الخلقى للمؤمنين ، وسرعان ما أدى هذا بالضرورة إلى وضع الاحاديث فاستباح الرواة لانفسهم اختراع أحاديث تتضمن القول أو الفعل ، وينسبونها إلى النبي لكى تتفق وآراء العصر التالى ، وكثرت الاحاديث الموضوعة وتداولها الناس منسوبة إلى النبي بحيث تجعله يقول أو يفعل شيئا مما كان بعد ذلك العصر من الامور المستحسنة ، وظهرت في الحديث أقوال مأخوذة من أقوال الرسل والاناجيل المنحولة ، ومن الآراء الاسرائيلية والعقائد الفلسفية اليونانية إلخ تلك الآراء التى لقيت الحظوة عند فريق معين من المسلمين ، ونسبت كل هذه الاقوال إلى النبي - ولم يتورع الناس عند ذاك أن يجعلوا النبي يفصل على هذا النحو القصصى (حذفنا من هنا كلمة الاساطير لان قلمنا لم يطاوعنا على إثباتها) التى وردت موجزة في القرآن ويدعو إلى آراء ومعتقدات جديدة إلخ بل كان كثير من هذه الاحاديث الموضوعة المنسوبة إلى النبي تتناول الاحكام كالحلال والحرام والطهارة وأحكام الطعام والشريعة وآداب السلوك ومكارم الاخلاق والعقائد ويوم الحساب والجنة والنار إلخ . ومع مضى الزمن إزداد ما روى عن النبي من قول أو فعل شيئا فشيئا في عدده وفي غزارته ، وفي القرون الاولى التى تلت وفاة الرسول عظم الخلاف بين المسلمين على جملة من الآراء في مسائل تختلف طبائعها أشد الاختلاف ، وعملت كل فرقة على تأييد رأيها على قدر ما تستطيع بقول أو تقرير منسوب إلى النبي ، ومن استطاع أن يرد رأيه إلى أثر من آثار النبي فهو على الحق من غير شك ، ولهذا كثرت الاحاديث الموضوعة المتناقضة أشد التناقض في سنة محمد صلى الله عليه وآله - وفي الخلافات الكبيرة التى نشأت عن العصبية جرى كل فريق على التوسل بمحمد " ص " . . فمثلا أنه قد نسب إلى النبي قول يتنبأ به بقيام دولة العباسين ، وجملة القول أنهم جعلوه يتنبأ على نحو تمتزج فيه الرؤية بالنبوة بما جرى بعد ذلك من حوادث سياسية وحركات دينية ، بل بالظواهر الاجتماعية الجديدة التى نشأت من الفتوح العظيمة " كازياد الشرف " وكان غرضهم من ذلك " تبرير " كل أولئك في نظر الجماعة الاسلامية الجديدة . وهناك قسم خاص من هذه الاحاديث التنبئية وضعت في صورة أقوال نسبت إلى محمد (ص) تتعلق بفضائل أما كن متعددة ونواح لم يفتحها المسلمون إلا في عصر متأخر . وعلى هذا لا يمكن أن نعد للكثرة من الاحاديث وصفا تاريخيا صحيحا لسنة النبي بل هي على عكس ذلك تمثل آراء اعتنقها بعض أصحاب النفوذ في القرن الاولى بعد محمد " ص " ونسبت إليه عند ذلك فقط (ص 330 - 335 ج 7) . يظن بعض الجهلاء أن نقلنا لمثل هذه الكلمة هو لكى نجعلها من أدلتنا ويعدون ذلك من مآخذهم علينا ، ولا يدركون أننا إذ نفعل ذلك إنما نبين لهم ولاخوانهم من الجاهلين أن المستشرقين يعلمون من أمر ديننا ما لم يعلموا - وسبحان واهب العقول ! (*)
--- [ 121 ]
Halaman 120