Cahaya Atas Sunnah Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Genre-genre
لسان نزل عليه القرآن بحقائقه ، فهى إن لم تكن من الوحى ، فقد جاءت من سبيله ، وإن لم يكن لها منه دليل فقد كانت هي من دليله . محكمة الفصول ، حتى ليس فيها عروة مفصولة ، محذوفة الفضول ، حتى ليس فيها كلمة مفضولة ، وكأنما هي في اختصارها وإفادتها نبض قلب يتكلم ، وإنما هي في سموها وإجادتها مظهر من خواطره صلى الله عليه وسلم " . . . إلخ (1) . وقال وهو يتحدث عن نسق البلاغة النبوية : " ليس كل ما يروى على أنه حديث يكون من كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) بألفاظه وعبارته ، بل من الاحاديث ما يروى بالمعنى ، فتكون ألفاظه أو بعضها لمن أسندت إليه في النقل ، ولجواز الرواية بالمعنى لم يستشهد سيبويه وغيره من أئمة المصرين (أي البصرة والكوفة) على النحو واللغة بالحديث ، واعتمدوا في ذلك على القرآن وصحيح النقل عن العرب ، ولو كان التدوين شائعا في الصدر الاول ، وتيسر لهم أن يدونوا كل ما سمعوه من النبي (صلى الله عليه وسلم) ، بألفاظه وصوغه ، وبيانه ، لكان لهذه اللغة شأن غير شأنها " . وقد كان الاصل عندهم أن يضبط المحدث معنى الحديث ، فأما الالفاظ فمنها ما يتفق لهم بنصه ، وخاصة في الاحاديث القصار ، وفي حكمه وأمثاله (صلى الله عليه وسلم) ، ومنها ما لا يتفق فيلبسه الراوية من عبارته ، حتى قال سفيان الثوري : إن قلت لكم إنى أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني ، إنما هو المعنى (2) . وقد ألطلنا القول في هذا الباب ، لانه من الابواب المهمة في هذا الكتاب . اللحن والخطأ في الحديث بعد أن أباحوا لانفسهم رواية الحديث بالمعنى ، سوغوا كذلك أن يأتي الحديث ملحونا ، ولا يرون بأسا في إصلاح لحنه وخطئه . قال حافظ المغرب ابن عبد البر في كتابه " جامع بيان العلم وفضله " (3) :
---
(1) ص 364 من إعجاز القرآن . (2) ص 422 من نفس المصدر . (3) ص 78 - 81 ج 1 . (*)
--- [ 109 ]
Halaman 108