- واختلف مع ضريح المنصور في أنه استخدم الخط النسخي في بعض الأشرطة الكتابية ولقد نتج عن هذا الاختلاف بعض التمييز بين ضريح الوالد عن ولده وإبراز مكانة ضريح الوالد لأنه استخدم فيه الخط الكوفي فقط على اعتبار الصفة الرسمية لهذا الخط ولذا يمكن أن نرجح أن فترة بناء الضريحين متقاربة جدا إذ أن البنائين الذين بنوا ضريح الأمير قد اتخذوا من ضريح المنصور مثالا لهم ، وربما كانوا هم أنفسهم الذين بنوا الضريحين ومن المحتمل أن يكون البناء قد تم في حياة الأمير كما مر معنا وما أشارت إليه كتب تاريخ بأنه عند وفاته بحوث نقل إلى مشهده الذي بجنب مشهد أبيه(1).
التابوت:
يتوسط ضريح الأمير عز الدين تابوت خشبي يميل إلى الجنوب قليلا مما يترك فسحة أكبر في الجهة الشمالية والتي ملئت بأوراق المصاحف.
والتابوت اتخذ على شكل مستطيل طوله 2.65م وعرضه 1.90م وارتفاعه 1.20م وهو بذلك يشغل أكبر قدر من مساحة الضريح.
ويتكون من مستوى واحد قسم إلى قسمين يفصل بينهما بواسطة إفريز بارز من الخشب وله قوائم أربع في الأركان لتثبيته وتقويته، كما زينت جوانبه بزخارف كتابية بالخط الكوفي المورق والمنفذ بالحفر البارز.
ولقد عمد النجار إلى تزيين كل قسم بثلاثة أشرطة كتابية تضمنت كتاباته آيات قرآنية، تبشر بما يلاقيه المؤمنون في الجنة من النعيم الدائم ، وتحث على العمل الصالح وتنص تلك الكتابات على:
الجهة الشمالية
وتتكون من قسمين وهى تواجهة المحراب، ونصها في القسم الأول شكل (31 لوحة 31).
بسم الله الرحمن الرحيم إن أصحاب الجنة اليوم في شغل
فاكهون هم وأزواجهم في ضلال على الأرائك متكئون
لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قول من رب رحيم(2)
أما واجهة التابوت الجنوبية فالقسم العلوي منها ينص على: (لوحة 32):
Halaman 128