Adornment of the Righteous
حلية المتقين وثوب الصالحين الورع
Penerbit
دار ابن خزيمة
Genre-genre
وكان يأكل من لبنها، فغفل عنها ساعة فتناولت من ورق كرم على طرف بستان، فتركها في البستان! ولم يَسْتَحل أخذها!
* وهذا الإمام في العلم والعمل أحمد بن حنبل ﵀: يحكى لنا محمد بن عياش أن أحمد أرسله ليشتري له سمنًا، فجاء بالسمن على ورقة بقل، فأخذ أحمد السمن وأعطاه الورقة وأمره بردِّها!
وهو الذي قال ﵀ في الثمرة يلقيها الطَّير: (لا يأكلها! ولا يأخذها! ولا يتعرض إليها!).
أخي في الله: ذاك هو (الورع!) وأولئك هم أهل الورع! وما عليك أخي إذا حذوت هدى الصالحين وتشبهت بالمتقين؟ !
فَتَشَبَّهوا إن لم تكونُوا مثلَهُم ... إن التَّشَبُّه بالكرام فَلاحُ
أخي: أولئك هم القوم حقًا .. ألا فقل معي:
أولئك الناسُ إن عُدُّوا وإن ذْكِرُوا ... ومن سواهُم فَلَغْوٌ غيرُ مَعْدُودِ
وردِّد معي أخي:
تلك المكارمُ لا قُعْبَانَ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوالا
أخي: لا تقولنَّ إن الورع صعب لا يناله إلا أصحاب الهمم العالية! حقًا إن الورع منزلة سامية، ولكن أخي ألا يسعك من الورع قول سفيان الثوري ﵀: (ما رأيتُ أسهل من الورع ما حاكَ في نفسك فاتركه).
أخي: أعانني الله وإياك على تحصيل مرضاته .. ووفقني وإياك إلى سلوك الطريق القويم ..
1 / 15