Kitab Al-Azkiya
الأذكياء
Penerbit
مكتبة الغزالي
وَذَلِكَ أَنِّي رجل مشؤم مَا كنت مَعَ رجل قطّ إِلَّا غلب وَهزمَ وَقد بَان لَك صِحَة مَا ادعيت وَكنت لَك خيرا من مائَة ألف مَعَك فَضَحِك وخلى سَبيله قَالَ اسحق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي قَالَ شبيب بن شبة دخل خَالِد بن صَفْوَان التَّمِيمِي على أبي الْعَبَّاس وَلَيْسَ عِنْده أحد فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي وَالله مَا زلت مُنْذُ قلدك الله خِلَافَته اطلب أَن أصير إِلَى مثل هَذَا الْموقف فِي هَذِه الْخلْوَة فَإِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يَأْمر بإمساك الْبَاب حَتَّى أفرغ فعل قَالَ فَأمر الْحَاجِب بذلك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي فَكرت فِي أَمرك وأجلت الْفِكر فِيك فَلم أر أحدا لَهُ مثل قدرك اتساعًا فِي الِاسْتِمْتَاع بِالنسَاء مِنْك وَلَا بأضيق فِيهِنَّ عَيْشًا إِنَّك ملكت نَفسك امْرَأَة من نسَاء الْعَالمين واقتصرت عَلَيْهَا فَإِن مَرضت مَرضت وَإِن غَابَتْ غبت وَإِن عركت عركت وَحرمت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نَفسك من التَّلَذُّذ بأطراف الْجَوَارِي وَمَعْرِفَة اخْتِلَاف أَحْوَالهم والتلذذ بِمَا يشتهى مِنْهُنَّ أَن مِنْهُنَّ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الطَّوِيلَة الَّتِي تشْتَهي لجسمها والبيضاء الَّتِي تحب لروعتها والسمراء اللعساء والصفراء العجزاء ومولدات الْمَدِينَة والطائف واليمامة ذَوَات الألسن العذبة وَالْجَوَاب الْحَاضِر وَبَنَات سَائِر الْمُلُوك وَمَا يشتهى من نظافتهن وتخلل خَالِد بِلِسَانِهِ فاطنب فِي صِفَات ضروب الْجَوَارِي وشوقه إلَيْهِنَّ فَلَمَّا فرغ قَالَ وَيحك وَالله مَا سلك مسامعي كَلَام أحسن من هَذَا فأعد على كلامك فقد وَقع مني موقعًا فَأَعَادَ عَلَيْهِ خَالِد كَلَامه بِأَحْسَن مِمَّا ابتدأه ثمَّ انْصَرف وَبَقِي أَبُو الْعَبَّاس مفكرًا فَدخلت عَلَيْهِ أم سَلمَة وَكَانَ قد حلف أَن لَا يتَّخذ عَلَيْهَا ووفى فَلَمَّا رَأَتْهُ مفكرًا قَالَت أَنِّي لأَذْكُرك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَهَل حدث شَيْء نكرهه وأتاك خبر أرتعت لَهُ قَالَ لَا فَلم نزل تستخبره حَتَّى أخْبرهَا بمقالة خَالِد قَالَت فَمَا قلت لِابْنِ الفاعلة فَقَالَ لَهَا ينصحني وتشتميه فَخرجت إِلَى مواليها فَأَمَرتهمْ بِضَرْب خَالِد فَخرجت من الدَّار مَسْرُورا بِمَا ألقيت إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم اشك فِي الصِّلَة فَبَيْنَمَا أَنا وَاقِف
1 / 116