105

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Penerbit

مؤسسة الحرمين الخيرية

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٤هـ

Genre-genre

سالف فعلي"١. فهذا كلام ابن عقيل ﵀ وهذه زرايته على نفسه مع أنه هو هو في العلم والفضل والتفنن، بل يكفي أنه كتب كتاب "الفنون" الذي بلغ ثمانمائة مجلد٢. وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ وهو من هو في الزهد والعلم والورع والعبادة والجهاد ها هو يضرب مثالا رائعا في المسكنة، والافتقار، والتذلل لله ﷿. يقول تلميذه العلامة ابن القيم ﵀ في معرض حديث له في منزلة الخشوع في كتابه الماتع مدارج السالكين: "فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة، والفاقة والذل، وأنه لا شيء، وأنه ممن لم يصح له بعد الإسلام حتى يدعي الشرف فيه. ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا: مالي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت: أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا.

١ صيد الخاطر، ص٧٣٦ـ٧٣٩. ٢ انظر: ذيل طبقات الحنابلة١/١٥٦.

1 / 107