Adam Smith: Pengenalan Ringkas
آدم سميث: مقدمة موجزة
Genre-genre
جاء سميث في عصر كان من الممكن فيه على المفكر المتعلم أن يحيط بكل شيء علما: بالعلوم، والفنون، والأدب، والفلسفة، والأخلاق، والنصوص الكلاسيكية؛ فكان منه أن أحاط بكل ذلك، وجمع مكتبة ضخمة، وخطط لكتابة تاريخ الفنون العقلية، وألف كتابا حول القانون والحكومة. لم يكن «ثروة الأمم» أول كتاب يصنع سمعة لسميث في عالم الكتابة، وإنما صنعها أولا كتابه في الأخلاق «نظرية المشاعر الأخلاقية»، وهو كتاب لا يحظى بالشهرة ذاتها، لكنه حظي في أيامه بمثل ما ل «ثروة الأمم» من تأثير على القارئ وأهمية لدى مؤلفه.
لقد حاول كتاب «نظرية المشاعر الأخلاقية» أن يحدد الأساس الذي تقوم عليه عملية صياغة تقييماتنا الأخلاقية. وفي هذه المرة أيضا، كان سميث ينظر إلى الموضوع باعتباره قضية نفسية عميقة؛ فالإنسان يشعر ب «تعاطف» طبيعي (ندعوه اليوم ب «المشاركة الوجدانية») مع الآخرين، على نحو يتيح له فهم كيفية تهدئة سلوكه والمحافظة على التناغم، وهذا الأمر يشكل أساس التقييمات الأخلاقية حول السلوك، ويمثل منبع الفضيلة البشرية. (5) المصلحة الشخصية والفضيلة
يتساءل البعض في أيامنا هذه عن كيفية التوفيق بين المصلحة الشخصية التي توجه منظومة سميث الاقتصادية وبين «التعاطف» الذي يوجه أخلاقياته. وجواب ذلك يتمثل في أنه «مهما بلغت الأنانية بالإنسان، فلا شك أن هناك بعض المبادئ في طبيعته تجعله يهتم بثراء الآخرين، وتجعل سعادتهم ضرورية له، دون أن يكون هناك ما يستمده منها سوى متعة مشاهدتها».
2
بعبارة أخرى، إن طبيعة الإنسان معقدة؛ فالخباز لا يزودنا بالخبز بسبب حبه لعمل الخير، والمصلحة الشخصية ليست هي ما يدفع شخصا ما إلى إلقاء نفسه في النهر لإنقاذ شخص غريب من الغرق. إن كتب سميث هي محاولات متكاملة لتحديد كيف أن أصحاب المصلحة الشخصية يمكنهم - وهذا ما يفعلونه - العيش معا بسلام (في النطاق الأخلاقي)، وعلى نحو مثمر (في النطاق الاقتصادي).
لكن دون شك، لا يعني ذلك أبدا أن «ثروة الأمم» يدافع عن رأسمالية البقاء للأقوى، كما يصفه البعض بسخرية. فالمصلحة الشخصية ربما توجه الاقتصاد، لكن إذا كان هناك تنافس منفتح أصيل، إضافة إلى غياب الإجبار، فتلك قوة تعمل لصالح الخير. ومهما يكن من أمر، فإنسانية سميث وحبه للخير واضحان في كل صفحة من صفحات الكتاب؛ فهو يعلي من شأن رفاهية الأمة، ولا سيما الفقراء، فوق المصالح الخاصة للتجار والفئات القوية، غير أنه ينتقد المصنعين الذين يحاولون عرقلة التنافس الحر، ويدين الحكومات التي تساعدهم. (6) الطبيعة البشرية والمجتمع البشري
كان مفكرو القرن الثامن عشر يؤمنون بأنه يجب أن يكون هناك أساس أكثر صلابة للمجتمع من العقيدة التي يمررها رجال الدين أو الأوامر التي تصدر عن السلطات السياسية، وقد عمل بعضهم جاهدا لإيجاد منظومات «عقلانية» للقانون والأخلاق، أما سميث فقد رأى أن المجتمع الإنساني، بما فيه من علم ولغة وفنون وتجارة، متأصل في الطبيعة الإنسانية، وبين كيف أن غرائزنا الطبيعية تقدم دليلا أفضل من أي منطق متعجرف؛ فإذا أقدمنا على مجرد إزالة «كافة منظومات التفضيل أو التقييد»
3
والاستناد إلى «الحرية الطبيعية»، فعندها سنجد أنفسنا مستقرين، عن غير عمد لكن بكل ثقة، في ظل نظام اجتماعي متناغم وسلمي وفعال.
إن هذا النظام الاجتماعي الليبرالي لا يتطلب الانتباه المستمر من جانب الملوك والوزراء للحفاظ عليه، غير أنه يستند إلى احترام الأفراد لقواعد معينة متعلقة بالسلوكيات المتبادلة فيما بينهم، كالعدل واحترام حياة الآخرين وملكياتهم؛ وعندها ينبثق النظام الاجتماعي النافع الشامل بشكل طبيعي تماما. وقد كان سعي سميث منصبا على تحديد المبادئ الطبيعية للسلوك الإنساني، والتي تؤدي فعلا إلى هذه النتيجة الطيبة.
Halaman tidak diketahui