وكان الشرطي الآخر يضع صفادة في يديه فصاح: يا لله! أي جناية ارتكبت؟ - لا ندري، نحن ننفذ أمرا بسيطا وهو القبض عليك، وفي دائرة البوليس تعرف كل شيء.
فنظر فهيم إلى جورجي ورآه يبتسم، فقال له: هل دفع لك غيري أكثر مني يا جورجي حتى خنتني كل هذه الخيانات؟ - لم أقبض من أحد فلسا يا سليمان، ولكن الجزاء الحق من نفس العمل، فاذهب مع البوليس الآن، فإن النائب العمومي ينتظرك.
فحرق فهيم الارم، وقال: لا أدري سر هذه الخيانة، فمن أنت يا هذا؟ - لسوف تعرفني إن لم تكن قد عرفتني بعد.
فحملق فيه فهيم وصاح: ويلاه! هل تقمصت روحك في هذا الجسد الشيطاني؟ - بل بعثت من قبري.
وكان الشرطيان قد استاقاه أمامهما، وهو يزمجر ويهذي ويقول: أين التحويل؟ هاتوا التحويل بثلاثين ألف جنيه. يا لصوص يا سرقة يا خونة.
ولا بد أن القارئ أدرك أن جورجي والأب أمبروسيوس وهيفاء تواطئوا على هذه الحيلة لتمهيد القبض على فهيم، أو بالأحرى الأمير سليمان الخزامي، ولأخذ تحويل بثلاثين ألف جنيه منه؛ لأنها من حقوق الفتاة.
يد من بعيد
وكان يوسف وهيفاء مبهوتين كأن على رءوسهم الطير لا يفهمون سر الحديث الأخير الذي جرى، وبعد هنيهة قال يوسف: لماذا قبض الشرطيان على هذا الشرير؟
فقال جورجي: لأنه ارتكب جناية. - أي جناية ارتكب؟ - جناية قتل جنين في بطن أمه.
فانتفض يوسف وقال: لماذا قتل الجنين وهو لم ير العالم ولم يسئ إلى أحد بعد؟ - قتله لكي يخفي إثمه هو وعار الفتاة التي رامها خليلته، وما شعرت بسقوطها إلا بعد أن أهملها. - يا للفظاعة! يا للشر! وكيف عرفت دائرة البوليس بالجناية؟ - عرفت بها كما عرفت أن الجاني هنا الآن.
Halaman tidak diketahui