وكان يشير إلى فهيم بك، فثارت سورة الغيظ في فهيم، وقال: بل من جاء بك أنت إلى هنا يا غلام؟ وكيف تسطو على مجلسي بهذه القحة؟ إن لم تخرج في الحال قذفت بك من هذا الشباك.
وعند ذلك اعترض جورجي بينهما، وقال: مهلا، دعونا نتفاهم، ما هو شأنك يا ابني يوسف؟ - أتتواطأ مع هذا الرجل على خيانة هيفاء ثم تدعوني ابنك؟ إنك أنذل منه، بل أنا مجنون لأني وثقت بك ولم أتعلم من الماضي. - ماذا علمت من خيانتي حتى تقول هذا القول يا بني؟ - ماذا يفعل هذا اللئيم هنا؟ وما شأن هذا القسيس؟ ألكي تزفوا هيفاء إلى فهيم اللئيم؟
فقهقه فهيم وقال: لقد قضي الأمر يا هذا، ولا شأن لك أولا وآخرا.
فزمجر يوسف كالنمر وقال: يا للخيانة! هل رضيت بهذا الزنيم بعلا يا هيفاء؟ إني أندب حظك التعس.
فضحك جورجي وأمسك بيد يوسف قائلا: خفف عنك وهون عليك، فما حصل شيء. - أما انعقد الإكليل بعد؟ إن ...
فقال فهيم: لقد جئت متأخرا يا طفيلي، وماذا كنت تفعل لو جئت قبل انعقاد الإكليل؟
فازداد يوسف حدة وقال لجورجي: إنك خائن وأشد لؤما من هذا النغل، ينعقد الإكليل ولا تزال تقول لي لم يحصل شيء؟ - كلا لم يحصل. - أما صارت هيفاء زوجة لهذا الساقط؟ - لن تصير.
فانتفض فهيم وقال: من هو هذا الغلام المجنون حتى أخاف منه، وأكتم زواجي عنه؟ اخرج يا هذا من مجلسي وإلا ...
فقاطعه جورجي وأخذه بيده إلى غرفة منفردة، وقال له همسا: لا تحتد يا فهيم بك، فما أنا موار الآن ولا مراوغ، إن زواجك هذا فاسد.
فحملق فيه فهيم مستشيطا، وقال: ماذا تقول والقسيس لم يزل حاضرا؟ - أقول: إنك خدعتنا جميعا، فأنت تزعم أنك فهيم رماح، والحقيقة أنك الأمير سليمان الخزامي.
Halaman tidak diketahui